تقرير خاص
لوحظ في الآونة الأخيرة تزايد كبير في حالات الجلطات والذبحة الصدرية بين الشباب والمراهقين وامتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بمئات التعازي والمتوفين شباب لم يبلغوا الثلاثينات والاربعينات، هذه الظاهرة الصحية المقلقة تتزامن مع الأوضاع الاقتصادية والسياسية المتدهورة التي يعاني منها اليمن بسبب استمرار الانقلاب وتزايد الأعباء والضغوط النفسية والاجتماعية، وتأثير الأزمات الاقتصادية.
تزايد الحالات الصحية بين الشباب
وقد تم تسجيل ارتفاع غير مسبوق في عدد الحالات التي تم تشخيصها على أنها جلطات وذبحة صدرية بين الشباب في مستشفيات صنعاء وفقاً لأطباء في مستشفى “الثورة” في صنعاء، وهناك تقارير تشير إلى أن 30% من الحالات المسجلة هذا العام تخص شباباً دون سن 30 عامًا، وفي العام الماضي بلغت النسبة 38%، و قال أحد الأطباء في مستشفى الثورة العام: ( نرى الكثير من الشباب يعانون من مشاكل خطيرة في القلب وأغلبهم نتيجة الهم والقلق والتفكير الزائد بسبب الوضع المعيشي الصعب والضغوط النفسية والضحية، وللاسف قليل منهم فقط ينجون من الجلطة او الذبحة).
شباب وأزمات
“محمود” وهو شاب في العشرين من عمره، عانى من جلطة قلبية في بداية هذا العام، تحدث عن تجربته لموقع الوعل اليمني ( ما يحدث في اليمن هو الموت ببطء، لا يمكنني أن أصف لكم مدى الضغط النفسي الذي اعيشه كل يوم لكني لم أكن أصدق أنني سأصاب بذبحة صدرية في هذا العمر، الا ان الضغوط التي تعرضت لها من ديون، وفقر، ومشاكل اقتصادية، ومشاكل مع الأسرة والمجتمع جعلتني رهينة القلق الدائم وفي النهاية أصبت بالجلطة وتداركتني رحمة الله والا كانت ستقضي علي).
السبب الرئيس
منذ سيطرة الميليشيات على العديد من المناطق في اليمن، تغيرت الحياة المعيشية بشكل جذري وتزايدت الأعباء على الأسر والشباب، ما ساهم -بحسب أطباء وصحيين- في تفاقم حالات الأمراض الناتجة عن القلق والتوتر النفسي، كما أدى ارتفاع عدم قدرة العديد من الأسر على تلبية احتياجاتها اليومية، لخوض الكثير من الشباب لمواقف نفسية قاسية غير متناسبة مع سنهم وقوة تحملهم الجسمانية والنفسية، ووفقًا لمصادر طبية، في بعض المستشفيات الحكومية في صنعاء، تم تسجيل أكثر من 2,000 حالة طارئة بسبب الجلطات والذبحة الصدرية خلال الأشهر الستة الماضية فقط، ما يعادل زيادة بنسبة 50% عن العام الماضي. ويشير الأطباء إلى أن هذه الحالات تزايدت بشكل ملحوظ بين الشباب والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا، وخلصت إحدى الدراسات غير الرسمية التي أجرتها مجموعة من الأطباء المتطوعين الى ان ( أغلب هذه الحالات تعود إلى أسباب نفسية تتعلق بالقلق الناتج عن الأوضاع السياسية والاقتصادية، بالإضافة إلى تزايد ضغط الحياة الذي يعاني منه هذا الجيل).
وأرجعت الدراسات أسباب تفشي الظاهرة الى استمرار “الصراع العسكري في اليمن” الذي كان له الأثر الأكبر في زيادة التوتر والقلق لدى الشباب، الذين يعيشون حالة من الانقسام الاجتماعي والسياسي، وهو ما يساهم في دفعهم نحو حالات صحية خطيرة.
وكذلك ساهمت الازمات الاقتصادية بحسب الدراسات في انتشار هذه الظاهرة مع توقف صرف الرواتب، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، وانتشار الفقر، وتعد الضغوط النفسية أحد العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى زيادة الأمراض القلبية بين الشباب، حيث بات الكثيرين يعانون من القلق المستمر بسبب المستقبل الغامض وانعدام الأمل، وهو ما يؤدي في النهاية إلى زيادة احتمالات الإصابة بأمراض القلب مثل الجلطات والذبحة الصدرية والدماغية.