كشف الدكتور غسان ناصر عبادي، في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي، عن معاناة أحد زملائه، الدكتور المتخصص في الرياضيات البحتة بجامعة عدن، الذي اضطر لترك التدريس الجامعي والعمل كراعي غنم في قريته، بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها الأكاديميون في اليمن.
وأشار الدكتور غسان إلى أن زميله قرر اتخاذ هذه الخطوة بعد الإضراب العام الذي أعلنته النقابات منذ شهرين، والذي شل العملية التعليمية في الجامعات والمدارس الحكومية، احتجاجًا على تدهور قيمة الرواتب مع انهيار العملة وارتفاع الأسعار.
وأوضح زميله قائلاً: “لم أستطع حتى توفير تكاليف المواصلات إلى الجامعة، فقررت التوقف عن التدريس والعودة إلى قريتي لتربية الأغنام وتوفير لقمة العيش لعائلتي”.
ورغم استمرار الإضراب والوقفات الاحتجاجية في مختلف القطاعات التعليمية والعسكرية والخدمية، لفت الدكتور غسان الانتباه إلى التجاهل الكبير الذي يواجهه الأكاديميون والمعلمون من قبل الحكومة والمجتمع.
وتساءل زميله مستنكرًا: “لماذا يتفاعل الجميع مع قضايا اجتماعية مثل فتاة الحجاز وقط المعلا، بينما يتم تجاهل قضية الإضراب الذي شل التعليم بالكامل منذ شهرين؟”.
وأكد زميل الدكتور غسان أنه لن يعود إلى التدريس إلا بعد تحقيق مطالب النقابات التي تشمل توفير الحد الأدنى من مقومات العيش الكريم، وإعادة هيكلة الرواتب بما يعادل قيمتها عام 2015، وصرف المستحقات المتأخرة، بما فيها التسويات والترقيات للألقاب العلمية.
و اختتم الدكتور غسان منشوره بدعوة الجميع للتكاتف والعمل على تحقيق المطالب المشروعة للأكاديميين والمعلمين، مشيرًا إلى أنه في حال استمرار التجاهل الحكومي، فإن الخطوة التالية ستكون إعلان العصيان المدني والخروج إلى الشوارع حتى يتم الاستجابة للمطالب العادلة.
تأتي هذه القصة كمؤشر واضح على الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف باليمن، والتي دفعت حتى نخبة المجتمع، من الأكاديميين وأساتذة الجامعات، إلى التخلي عن وظائفهم والبحث عن بدائل لضمان البقاء على قيد الحياة.