وصل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الخميس، إلى العاصمة دمشق في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها إلى سوريا، بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وأظهرت لقطات مصورة بثها الديوان الأميري القطري، لحظات استقبال الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع لأمير قطر عقب وصوله إلى مطار دمشق الدولي، قبل التوجه إلى قصر الشعب.
وهنأ الأمير تميم، الشرع “بمناسبة انتصار الثورة السورية، واختياره رئيسا للمرحلة الانتقالية”، مجددا “موقف قطر الداعم لوحدة سوريا وسيادتها واستقلالها”.
وأشاد بـ”الجهود التي تبذلها الإدارة السورية الجديدة لتحقيق الاستقرار والحفاظ على مقدرات الدولة وتأمين الاحتياجات الضرورية للشعب السوري”.
وشدد الأمير تميم على “الحاجة الماسة لتشكيل حكومة تمثل جميع أطياف الشعب السوري لتوطيد الاستقرار والمضي قدما في مشاريع إعادة الإعمار والتنمية والازدهار”.
وتابع أن “دولة قطر ستواصل وقوفها مع الأشقاء السوريين لتحقيق أهدافهم التي ناضلوا من أجلها وصولا إلى دولة تسودها الوحدة والعدالة والحرية، وينعم شعبها بالعيش الكريم”.
من جانبه، رحب الشرع بزيارة الأمير تميم إلى دمشق، مؤكدا أنها “تعكس مواقف دولة قطر الثابتة والداعمة في كل المراحل للشعب السوري وحرصها على تعزيز العلاقات بين البلدين”.
كما أكد أن “المرحلة المقبلة ستشهد تعاونا استراتيجيا بين البلدين في مختلف المجالات”.
وأشار إلى “تطلع بلاده للاستفادة من الخبرات القطرية لتحقيق النهضة المنشودة في سوريا”.
وفي وقت سابق الخميس، وصل الأمير تميم إلى دمشق في زيارة لم يتم إعلان مدتها.
وكتب الديوان الأميري القطري على إكس “سمو الأمير يصل إلى العاصمة دمشق في زيارة رسمية إلى الجمهورية العربية السورية الشقيقة، وفي مقدمة مستقبليه (…) أحمد الشرع رئيس الجمهورية العربية السورية”.
وتأتي الزيارة التي تعد أيضا الأولى من نوعها لأمير قطر منذ أكثر من 14 عاما، بعد ساعات من إعلان أحمد الشرع رئيسا للجمهورية العربية السورية خلال المرحلة الانتقالية.
وتعد قطر من أبرز الدول التي دعمت الثورة السورية عقب اندلاعها عام 2011، كما أنها كانت الدولة الوحيدة التي احتفظت بالسفارة السورية لديها ممثلة بالمعارضة.
وقالت وكالة الأنباء القطرية (قنا)، إنه “كان في مقدمة مستقبلي أمير قطر لدى وصوله مطار دمشق الدولي، أحمد الشرع رئيس الجمهورية العربية السورية، ومحمد البشير رئيس الحكومة، وأسعد الشيباني وزير الخارجية والمغتربين، ومرهف أبو قصرة وزير الدفاع، وعدد من المسؤولين وأعضاء السفارة القطرية في دمشق”.
وبثت وكالة الأنباء السورية “سانا” لقطات مصورة تظهر اجتماع الرئيس السوري مع عدد من المسؤولين السوريين مع أمير قطر والوفد المرافق له في قصر الشعب.
وأعرب وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني عن تطلع دمشق إلى “تعميق الروابط الأخوية مع قطر”، مشيرا إلى أن “قطر كانت حليفا ثابتا لشعبنا على مدى الأعوام الـ14 الماضية”ز
وأضاف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الدولة في الخارجية القطرية محمد الخليفي، “ناقشنا في اجتماعات اليوم مع الجانب القطري إطارا شاملا لإعادة الإعمار”.
من جهته، قال وزير الدولة في الخارجية القطرية إن بلاده “تسعى لتطوير العلاقات مع سوريا وتقف قلبا وقالبا مع عدالة القضية السورية”، مثمنا “إعلان سوريا انتهاء مرحلة الثورة والانتقال إلى مرحلة بناء الدولة”.
ولم يتم تنظيم مؤتمر صحفي مشترك بين أمير قطر والرئيس السوري، في حين أفادت قناة “الجزيرة” بمغادرة أمير قطر البلاد عقب انتهاء المباحثات في قصر الشعب.
والأسبوع الماضي، وصل رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلى العاصمة دمشق حيث التقى مع الشرع في قصر الشعب.
وقال وزير الخارجية القطري، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الشرع: “نحن على أبواب مرحلة جديدة في تاريخ سوريا، وقطر تمد يدها للسوريين للشراكة”، لافتا إلى أن الوضع في سوريا يتطلب ضرورة النظر في رفع العقوبات عن البلاد في أسرع وقت.
وكانت إدارة العمليات العسكرية في سوريا، أعلنت الأربعاء، أحمد الشرع رئيساً للبلاد في المرحلة الانتقالية، ودمج جميع الفصائل العسكرية والأجسام الثورية السياسية والمدنية في مؤسسات الدولة، وإلغاء العمل بالدستور الصادر عام 2012.
ورحبت، قطر، بـ”الخطوات” التي أعلنتها إدارة العمليات العسكرية في سوريا، معتبرة أنها “تهدف إلى إعادة هيكلة الدولة السورية”، و”تعزيز التوافق والوحدة بين كافة الأطراف السورية، بما يمهد لتوطيد السلم الأهلي والأمن والاستقرار وبناء دولة القانون والمؤسسات والتنمية والازدهار”.
وقالت الخارجية القطرية إن “المرحلة المفصلية الحالية في سوريا تتطلب احتكار الدولة للسلاح في جيش واحد يعبّر عن كافة المكونات دون إقصاء، حفاظاً على سيادة البلاد واستقلالها وسلامة أراضيها، وبما يمهّد لانتقال سلمي للسلطة من خلال عملية سياسية شاملة”.
وجددت الوزارة “دعم قطر الكامل لسوريا في كل المجالات، ومساهمتها الفعّالة في الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق تطلعات الشعب السوري”.