نفى مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية اللبنانية، اليوم الأربعاء، ما أوردته قناة “الحدث” عن اتفاق على تمديد وقف إطلاق النار مع إسرائيل لما بعد عيد الفطر. وأكد في بيان أن “لا صحة لما بثته المحطة”، مشيراً إلى “أن رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون أكد مراراً إصرار لبنان على الانسحاب الكامل للعدو الاسرائيلي ضمن المهلة المحددة في 18 شباط/فبراير الحالي”.
كذلك، صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب نبيه بري نفي لما نسبته القناة عن مصادر “حول اتفاق الرئيس نبيه بري و”حزب الله” على تمديد وقف إطلاق النار مرة ثانية”، مؤكداً أنه “محض اختلاق ومزيف تماماً”.
وكانت معلومات أفادت بأن لجنة مراقبة تطبيق وقف إطلاق النار والقرار 1701 تبلغت بأن الجيش الإسرائيلي يطلب البقاء في بعض النقاط في جنوب لبنان حتى 28 شباط/فبراير الحالي، غير أن الجانب اللبناني رفض هذا الطلب بشكل قاطع. وتأجل اجتماع لجنة مراقبة وقف النار 24 ساعة من الخميس إلى الجمعة.
في المقابل، نقلت هيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) عن مسؤولين كبار في الحكومة، اليوم الأربعاء، قولهم إن إسرائيل حصلت على إذن من الولايات المتحدة بالبقاء في عدة نقاط في لبنان بعد الموعد المتفق عليه لانسحابها الكامل.
أما النقاط التي ترغب إسرائيل في بقاء قواتها فيها فهي: جبل بلاط، وتلة اللبونة، وتلة العزية، وتلة العويضة، وتلة الحمامص، لأنها تشكل محاور رئيسية تطل على الجليل من جهة، وتتحكم بالمشهد الأمني في جنوب لبنان من جهة أخرى.
تزامناً، أطلق جيش الاحتلال رشقات رشاشة من بلدة مارون الراس عند مدخلها لجهة أطراف مدينة بنت جبيل، وشهدت المنطقة الجنوبية لبلدة عيتا الشعب المحاذية للخط الأزرق عملية تفجير لمزرعة عند الحدود. وأقدم الجيش الاسرائيلي على حرق المنازل وتنفيذ عمليات تفجير في بلدة العديسة، كما نفّذ أعمال تجريف عند أطراف الضهيرة حيث شوهدت أيضاً أعمال تركيب ألواح إسمنتية عند الشريط التقني الحدودي للخط الأزرق.
وحضرت المستجدات الجنوبية في لقاء الرئيس عون ووزير خارجية البرتغال باولو رينجال حيث دعا الرئيس اللبناني “دول الاتحاد الأوروبي للضغط على إسرائيل لاستكمال انسحابها ضمن المهلة المحددة في 18 شباط الجاري”. وأكد “موقف لبنان الثابت من القضية الفلسطينية الداعم لحل الدولتين”، مشدداً على “أهمية المبادرة العربية للسلام التي أقرتها القمة العربية في عام 2002″، رافضاً “الطروحات التي تؤدي إلى حصول أي نوع من أنواع تهجير الفلسطينيين من أرضهم أو المساس بحقوقهم المشروعة التي كرستها قرارات الأمم المتحدة”.
أما الوزير البرتغالي فأوضح “أن زيارته تهدف إلى إظهار الثقة بهذه المسيرة والامل في أن تتمكن من تحقيق السلام والازدهار وتوفير الفرصة لأن يكون صوت لبنان مسموعاً في المجتمع الدولي لما يتمتع به من قدرة على تجسيد التفهم والتفاهم في محيطه”. واعتبر “ان لبنان يمكنه، وكما كان ماضياً، أن يبقى مستقبلاً مثالاً للسلام في المنطقة والعالم الامر الذي يتطلب التوازن ووجود شعوب معتدلة ولديها القدرة على التواصل والتفاهم في ما بينها”.
وأبدى رينجال “حرص البرتغال على دعم لبنان على مختلف الأصعدة، وتطلعها إلى ضرورة تجاوز الاختلافات ودعم المؤسسات لا سيما المؤسسة العسكرية لبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية وإلى تعزيز دور اليونيفيل”.
وفي موضوع القضية الفلسطينية، أكد الوزير البرتغالي أن بلاده “تدعم بشكل ثابت حل قيام الدولتين وإعادة إعمار قطاع غزة وإعطاء السلطة الفلسطينة القدرة على إدارة هذه العملية بالإضافة إلى ضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة كما في لبنان”.
وزار الوزير البرتغالي رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام حاملاً “رسالة دعم واضحة من بلاده للمرحلة الجديدة التي يمر بها لبنان والمليئة بالأمل”.