غارات عنيفة على صنعاء ومأرب والحديدة والمشاط يعلن تجاوز “منظومة الاعتراض الكهرومغناطيسي” الأمريكية

تشهد العاصمة صنعاء في الأثناء، وعدة محافظات يمنية، سلسلة غارات جوية عنيفة شنّتها الطائرات الأمريكية، ضمن التصعيد العسكري المتواصل ضد مواقع تابعة لجماعة الحوثي، في إطار الرد على الهجمات التي تستهدف الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

وأفادت مصادر محلية بأن شمال شرق العاصمة صنعاء كان أول من تعرض لضربات جوية عنيفة، تزامنًا مع تحليق مكثف للطيران لا يزال مستمرًا حتى اللحظة. كما هزّت انفجارات عنيفة مناطق متفرقة من جنوب وغرب العاصمة، وسط حالة من الهلع في أوساط السكان.

وأكدت المصادر تنفيذ غارات أمريكية متتالية على مواقع داخل أمانة العاصمة ومحيطها، فيما استهدفت ثلاث غارات جوية مواقع واقعة تحت سيطرة الحوثيين في مديرية الجوبة بمحافظة مأرب (شرق اليمن).

وامتد نطاق الضربات إلى محافظة الحديدة على الساحل الغربي، حيث شنت القوات الأمريكية سلسلة غارات جوية على جزيرة كمران الواقعة في البحر الأحمر، والتي تُعد من المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي.

فيما واصل مهدي المشاط، رئيس ما يسمى بـ”المجلس السياسي الأعلى” التابع لجماعة الحوثي، إطلاق سيل من التهديدات والتصريحات المثيرة للجدل ضد الولايات المتحدة، متحدثًا عن إنجازات عسكرية أقرب إلى روايات الخيال العلمي.

المشاط، الذي كان يتحدث خلال ترؤسه اجتماعًا لما يُعرف بـ”مجلس الدفاع” في صنعاء، شنّ هجومًا كلاميًا على الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، واصفًا إياه بـ”المعتوه”، وقال إن ترمب “دمر سمعة أمريكا في اليمن، بحاملات طائرات كان يهدد بها الدول العظمى، لكنه أحرقها على أبواب اليمن”.

وبعيدًا عن أي أدلة ميدانية أو صور أقمار صناعية، قال المشاط إن مقاتلي جماعته “تجاوزوا منظومة الاعتراض الكهرومغناطيسي الأمريكية في غضون عشرة أيام”، وهي المنظومة التي – بحسبه – كانت تُرهب روسيا والصين، قبل أن تنهار في وجه مقاتليه.

وذهب المشاط إلى أبعد من ذلك عندما تحدث عن حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس هاري ترومان”، زاعمًا أنها “فقدت القيادة والسيطرة وأصبحت خارج الخدمة منذ الأيام الأولى للعدوان”، دون أن يوضح كيف تم ذلك أو متى.

واختتم المشاط تصريحاته بتلميح جديد نحو سلاح الجو الأمريكي، قائلاً: “قاذفة B2 إن شاء الله سيأتي أخبارها قريباً”، في إشارة إلى الطائرة الاستراتيجية الشبحية، التي لم تُشاهد حتى الآن في سماء اليمن، ولا تزال تحلّق خارج حدود هذا الخطاب.

تواصل جماعة الحوثي تقديم روايات تتجاوز حدود الواقع الميداني، وتتزامن تصريحات الحوثيين عن تدمير حاملة الطائرات “ترومان” في الوقت الذي تنطلق من الحاملة نفسها المقاتلات الأمريكية لدك مواقع ومناطق تحت سيطرة الحوثيين.