شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي اليوم الخميس غارات عنيفة على منطقة علي الطاهر بين النبطية الفوقا وكفرتبنيت في جنوب لبنان.
وأفيد عن إطلاق حوالي 20 صاروخاً إسرائيليا على المنطقة ما شكّل حزاماً نارياً وخلق أجواء من الذعر في صفوف طلاب المدارس وأهاليهم.
وتردد أن المنطقة تحتوي على مواقع عسكرية لـ”حزب الله”، وأفاد إعلام اسرائيلي عن قصف أكثر من 15 هدفاً بينها هدف عام.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية: “نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي عدوانا جويا واسعا على منطقة النبطية”.
وتابعت: “شنت الطائرات سلسلة غارات عنيفة، وعلى دفعتين مستهدفة الأودية والمرتفعات والأحراج الممتدة بين بلدات كفرتبنيت والنبطية الفوقا وكفررمان”.
و”أحدث دوي الصواريخ الملقاة انفجارات هائلة ترددت أصداؤها في معظم مناطق النبطية والجنوب”، حسب الوكالة.
وزادت بأن الانفجارات “أثارت أجواء من الرعب والهلع لدى المواطنين الذين هرع معظمهم إلى المدارس لإجلاء أولادهم الطلاب”.
كما “تسببت حال الهلع بازدحام سير في الطرقات، وكانت تعبر عشرات سيارات الإسعاف باتجاه محيط المناطق المستهدفة، فيما أقفلت معظم الدوائر الرسمية أبوابها”، حسب الوكالة.
من جهته، دعا رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، الخميس، إلى وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية في “أسرع وقت ممكن”، وأكد أن حكومته لم تدخر أي جهد دبلوماسي في هذا الإطار.
وفي تصريح صحافي خلال جولة في محافظة بعلبك شرق لبنان، أكد سلام أن حكومته “لم توفّر أي جهد دبلوماسي” من أجل انسحاب إسرائيل ووقف انتهاكاتها تجاه بلاده، وفق بيان للمكتب الإعلامي لرئاسة مجلس الوزراء.
ودعا نواف إلى وضع حد “للانتهاكات الإسرائيلية (تجاه لبنان) في أسرع وقت ممكن”.
وكان لبنان دعا الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل إلى إجبار تل أبيب على التوقف فوراً عن اعتداءاتها، محذراً من “تقويض استقرار المنطقة”، وذلك عقب غارة إسرائيلية استهدفت مبنى في منطقة “الحدث” بالضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، أبريل الماضي.
وذكرت “الوكالة الوطنية للإعلام”، أن 3 صواريخ استهدفت المنطقة التي أصدر الجيش الإسرائيلي إنذاراً بإخلائها، ما أدى إلى تدمير أحد المستودعات “هانجر”، وتسببت بتضرر عدد من المباني والسيارات، في حين بيّنت وسائل إعلام، أن الهجوم لم يسفر عن سقوط ضحايا.
وأضافت الوكالة أن الغارة جاءت بعد 3 غارات تحذيرية شنتها مسيرات إسرائيلية كانت تحلق فوق سماء الضاحية.
وتؤكد السلطات اللبنانية في الآونة الأخيرة على قرارها “حصر السلاح بيد الدولة”، وسط ضغوط أمريكية متصاعدة لسحب سلاح حزب الله.
ونصّ اتفاق وقف النار الذي أبرم بوساطة أمريكية وفرنسية، على انسحاب مقاتلي حزب الله من المنطقة الحدودية الواقعة جنوب نهر الليطاني (على مسافة نحو 30 كيلومترا من الحدود)، وتفكيك بناه العسكرية فيها، في مقابل تعزيز الجيش وقوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل) انتشارهما قرب الحدود مع الاحتلال.
كذلك، نصّ على انسحاب قوات الاحتلال من مناطق توغلت فيها في جنوب لبنان خلال الحرب. وقد انسحبت القوات الإسرائيلية منها، باستثناء خمسة مرتفعات تتيح لها الإشراف على جانبي الحدود.