تجار العاصمة: نصرة غزة ليست بهدم بيوتنا
تستغل ميلشيا الحوثي المناسبات الدينية والوطنية والاحداث الاقليمية لفرض الجبايات ونهب اموال التجار والتضييق عليهم، وبدورهم يلقي التجار بالحمل على كاهل المواطن المثقل بالهموم والاحتياجات.
ولم يفوت الحوثي فرصة الاحداث الحاصلة في فلسطين، حيث قامت ميليشياته بتوزيع السندات على التجار مطالبة اياهم بدفع مبالغ كبيرة ومتوسطة تحت مسمى ” دعم صمود المقاومة ” ومن هذه المبالغ ما وصل قيمته الى ١١ مليون ريال، وابدى التجار في صنعاء استيائهم من المبالغ الجديدة المفروضة عليهم لاسيما وأن مناسبة (المولد النبوي الشريف) لم يمض عليها وقت طويل.
الدفع او السجن
وبحسب أحد تجار المواد الغذائية في صنعاء” لموقع الوعل اليمني” فإن مسلحين من جماعة الحوثي طلبوا منه الاربعاء الماضي دفع مبلغ ٤٠٠ ألف ريال بحجة “دعم فلسطين”، وبأنهم خيروه بين الدفع او السجن ما اضطره للدفع رغم نقص حركة البيع والشراء هذه الايام والخوف من الكساد والخسارة.
واضاف التاجر انه ” لا يعلم المعايير والقوانين التي تحدد جماعة الحوثي على اساسها المبالغ المطلوبة منهم”، ولكنه يعتقد بشكل كبير بان المبالغ يتم تحديدها عشوائيا بدون معايير.
نفس الشيء اكده تاجر مواد غذائية اخر افاد بان الميلشيات طلبت منه ٢٠٠ ألف بنفس الذريعة وخيروه ايضا بين الدفع او السجن واغلاق المحل.
تاجر ملابس اخر أكد تعرضه للابتزاز بذريعة دعم فلسطين بمبلغ مقداره ١٨٠ ألف ريال، مضيفا انه لا يبخل على فلسطين بالروح والمال اذا امكن ولكن هذه التبرعات لن تصل ابدا لأهل فلسطين بل ل”يهود اليمن” كما اسماهم يقصد جماعة الحوثي، وقال:” اعرف تجار دفعوا ثلاثة ملايين واربعة وخمسة وهم يعرفون انها للحوثي وجماعته ولن يصل الى فلسطين قرش واحد ولكنهم يفضلون الدفع على السجن وخراب الديار”.
مصدر خاص في الغرفة التجارية بصنعاء، صرح ” لموقع الوعل اليمني “ان الحوثيين جمعوا من تجار الغرفة ما يقارب ٢٥٠ مليون ريال، بخلاف ما جمعوه من صغار التجار واصحاب المحلات المتوسطة التي تبيع بالتجزئة، وهذه المبالغ -كما قال المصدر-ذهبت الى “البداريم” ولم تصل الى غزة ولن تصل اليها على الإطلاق.
وأكد المصدر بان عملية جمع الاموال لا تزال جارية الى الان والحوثي مستمر في مضايقة التجار الذين بدأوا بالفعل في التفكير بخيارات بديلة منها ترك اليمن والاستثمار في الخارج ما قد يتسبب في كارثة اقتصادية لن يتمكن اليمنيون من تجاوزها لعشرات السنوات.
من جانبه، قال تاجر تمور في صنعاء ان الحوثيون طلبوا منه مبلغ ٣ مليون ريال ” بدون نقاش” والا سيتم اعتباره من اعوان اليهود والتعامل معه كذلك، لافتا إلى أنهم سبق وأن طلبوا منه خمسة مليون ريال في ” المولد النبوي” قبل شهر واحد، وقال التاجر ساخرا:” كيف سيتعاملون معي أنى يهودي وعادهم اخذوا مني حق المولد، مافيش يهودي يدفع حق المولد، كما أنهم هم من يتعاملون مع اليمنيين كما تفعل اسرائيل بالفلسطينيين ان لم يكونوا اشد من اسرائيل”
واضاف “القتل نفسه والتنكيل نفسه والاعتقال نفسه، بقي ان الفلسطينيين لا يطلب منهم جبايات وضرائب باهظة مثلنا، ولديهم رواتب وكهرباء فمن هو اليهودي””