أعلنت وزارة الخارجية الأميركية إلغاء تصنيف “جبهة النصرة”، المعروفة حالياً باسم “هيئة تحرير الشام”، منظمة إرهابية أجنبية.
وبحسب الإعلان الذي أُقرّ في 23 يونيو/حزيران الماضي وكُشف عنه اليوم الاثنين، فإن القرار سيُنشر رسمياً في السجل الفيدرالي الثلاثاء 8 يوليو/تموز 2025.
وأوضحت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان رسمي، أن القرار اتُخذ “بالتشاور مع المدعي العام ووزير الخزانة”، وأُلغي بموجبه تصنيف “جبهة النصرة”، المعروفة أيضاً باسم “هيئة تحرير الشام”، بمختلف تسمياتها وألقابها، منظمة إرهابية أجنبية وفقاً للمادة 219 (a)(6)(A) من قانون الهجرة والجنسية الأميركي.
وأكدت الوزارة أن “هذا القرار سيدخل حيز التنفيذ فور نشره في السجل الفيدرالي”. ووقع القرار وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بتاريخ 23 يونيو/حزيران 2025.
وبرفع الولايات المتحدة رسمياً هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) من تصنيف المنظمات الإرهابية الأجنبية، فإن ذلك يعني إلغاء تجميد الأصول وحظر التعاملات المفروضة اقتصادية.
وفوض الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الأمر التنفيذي الذي أصدره بتاريخ 29 يونيو/حزيران الماضي، لإنهاء العقوبات على سورية، وزير الخارجية ماركو روبيو بالتعاون مع وزيرر الخزانة والنائب العام لاتخاذ الإجراءات المناسبة في ما يتعلق بتصنيف “جبهة النصرة المعروفة باسم هيئة تحرير الشام وغيرها من الأسماء المستعارة، إضافة إلى تصنيف أبو محمد الجولاني (أحمد الشرع)”.
ويبقى التصنيف ساري المفعول حتى تتخذ الحكومة الأميركية قراراً رسمياً بإلغائه أو تنتهي فترة صلاحية القرار أو يُبطل طبقاً للقانون الأميركي. وطبقاً لموقع وزارة الخارجية، يجوز لوزير الخارجية في أي وقت إلغاء تصنيف أي جهة إذا تبين أن الظروف التي شكلت أساس التصنيف قد تغيرت بما يبرر الإلغاء أو طبقاً لمصلحة الأمن القومي الأميركي.
وفي الـ11 ديسمبر/كانون الأول 2012، صنّفت الولايات المتحدة “جبهة النصرة” رسمياً “منظمة إرهابية أجنبية” بموجب قانون الهجرة والجنسية الأميركي، وأدرجتها في قائمة العقوبات الخاصة بالأشخاص المصنفين (SDN List) التابعة لمكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) في وزارة الخزانة الأميركية. كما صنّفتها لاحقاً على لائحة المنظمات المرتبطة بتنظيم القاعدة.
العراق، ومرتبطة به من حيث التمويل والتدريب والتخطيط للعمليات الإرهابية في سورية”. وتأسست جبهة النصرة أواخر 2011، عقب اندلاع الثورة السورية بأشهر قليلة، فرعاً رسمياً لتنظيم “القاعدة” في بلاد الشام، بقيادة “أبو محمد الجولاني” (أحمد الشرع).
وبرزت الجبهة سريعاً واحداً من أقوى الفصائل المعارضة المسلحة في سورية، إلا أن ارتباطها بالقاعدة وهيكلها الجهادي المتشدد دفع العديد من الدول إلى تصنيفها منظمة إرهابية.
وفي يوليو/تموز عام 2016، أعلن “الجولاني” فك الارتباط رسمياً مع تنظيم القاعدة، وتغيير اسم الجبهة إلى “جبهة فتح الشام”، في محاولة للخروج من عباءة التصنيفات الإرهابية.
وفي يناير/كانون الثاني 2017، اندمجت الجبهة مع فصائل أخرى تحت اسم “هيئة تحرير الشام” (HTS). ورغم إعلان الانفصال عن القاعدة وتغيير الهيكل التنظيمي، واصلت الولايات المتحدة تصنيف هيئة تحرير الشام كياناً إرهابياً، معتبرة أن الانفصال المعلن “شكلي ولا يغير من طبيعة التنظيم وأهدافه”.