
اعتقلت ميليشيا الحوثي، عبر جهاز “الأمن والمخابرات” التابع لها، نائب رئيس وزراء حكومتها غير المعترف بها دوليًا، جلال الرويشان، فجر الأربعاء في العاصمة صنعاء، واقتادته إلى جهة مجهولة برفقة عدد من مرافقيه، وفقًا لمصادر مطلعة.
وأفادت المصادر أن قوة مسلحة داهمت منزل الرويشان في وقت مبكر من الصباح، وسط استنفار أمني مكثف، وتعتيم إعلامي تام من قبل وسائل إعلام الجماعة، التي لم تصدر حتى لحظة إعداد هذا الخبر أي تعليق رسمي بشأن الحادثة.
ووفقًا للمعلومات الأولية، تُوجه للرويشان اتهامات بالتخابر، ما يعكس تنامي مناخ الشك والريبة داخل أجنحة الجماعة، حتى بين أبرز قادتها، ويعدّ هذا الاعتقال مؤشرًا خطيرًا على طبيعة الخلافات الداخلية التي تتفاقم في ظل بيئة تتسم بالتصفية والإقصاء.
ويُعد جلال الرويشان من أبرز الشخصيات في الحكومة الحوثية، وشغل سابقًا مناصب أمنية رفيعة في عهد الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، ما يطرح تساؤلات حول مصير عدد من القيادات المحسوبة على تيارات مختلفة داخل الجماعة، واحتمالية اتساع دائرة الاستهدافات.
ويرى مراقبون أن هذه التطورات تفضح طبيعة المشروع الحوثي القائم على السيطرة بالقوة والإذلال حتى لأبرز الموالين، في ظل غياب أية معايير قانونية أو مؤسسات حقيقية، مشيرين إلى أن “ما يحدث لقيادي بهذا المستوى، يُظهر بوضوح حجم الخطر الذي يتهدد عامة المواطنين، ممن يرفضون الانصياع لسلطة الجماعة أو يُشتبه في عدم ولائهم المطلق”.