الأخبار المحلية
أخر الأخبار

من اليمن إلى إسكس: كيف وصل حامل الكلاشنيكوف الحوثي إلى مركز إيواء بريطاني؟

تخضع السلطات البريطانية لتحقيق أمني موسّع بشأن طالب لجوء يمني يقيم في مركز إيواء مؤقت داخل قاعدة ويذرزفيلد الجوية السابقة في مقاطعة إسكس، وذلك بعد تداول صور ومقاطع فيديو تُظهره وهو يحمل بندقية كلاشنيكوف وذخيرة حية في اليمن، إلى جانب سلاح “الجنبية” التقليدي، في مشهد أثار جدلاً واسعاً حول خلفيته الأمنية ومدى ارتباطه بجماعة الحوثي المسلحة.

الصور المتداولة رُبطت بمنشورات على حسابات التواصل الاجتماعي الخاصة بالطالب، التي تضمنت إشارات محتملة لدعم ميليشيا الحوثي، المصنفة كجماعة إرهابية من قبل الولايات المتحدة وعدد من الدول العربية. ورغم ذلك، لا تزال الجماعة خارج قائمة التنظيمات المحظورة في المملكة المتحدة، ما يضع السلطات أمام ثغرة قانونية في التعامل مع مثل هذه الحالات.

شرطة إسكس أحالت القضية إلى برنامج “بريفنت” المعني بمكافحة التطرف، بعد تقييم أولي خلص إلى وجود مؤشرات تستدعي التدقيق. ويجري التحقيق حالياً بالتنسيق بين وزارة الداخلية والجهات الأمنية المختصة، وسط تأكيدات من وزير الداخلية السابق جيمس كليفرلي بأن القضية “تُؤخذ على محمل الجد”.

تواجه بريطانيا صعوبات متزايدة في التحقق من خلفيات طالبي اللجوء، خصوصاً في ظل تعليمات شائعة بين شبكات التهريب تطلب من المهاجرين التخلص من وثائق الهوية قبل الوصول. ووفقاً لمتحدث باسم وزارة الداخلية، تعتمد السلطات على جمع البيانات البيومترية ومقارنتها بقواعد بيانات الهجرة والأمن، إلا أن هذه الإجراءات لا تكفي دائماً لكشف الانتماءات السابقة أو النشاطات المسلحة.

تأتي هذه القضية في سياق تصاعد التهديدات التي تمثلها جماعة الحوثي في البحر الأحمر وباب المندب، حيث نفذت أكثر من مئة هجوم ضد سفن تجارية وعسكرية منذ نوفمبر 2023، بينها سفن ترفع العلم البريطاني، وفق تقارير تحليلية حديثة. وقد شملت الهجمات استخدام صواريخ وطائرات مسيّرة، واستهداف سفن مرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة، ما دفع واشنطن إلى تشكيل تحالف دولي لحماية الملاحة في المنطقة.

أثار ظهور طالب اللجوء في فعاليات عامة، بينها مباراة كرة قدم في الرياض، تساؤلات حول مدى حرية تحركه داخل وخارج البلاد، في وقت تتزايد فيه المخاوف من تسلل عناصر متطرفة إلى الداخل البريطاني تحت غطاء اللجوء. وقد سبق أن وثّقت تقارير رسمية أكثر من 70 حادثاً عنصرياً استهدف طالبي اللجوء من قبل جماعات يمينية متطرفة، ما يعكس هشاشة الوضع الأمني في مراكز الإيواء.

مصدر أمني بريطاني صرّح لموقع GB News بأن “حمل السلاح في بلد مضطرب مثل اليمن ليس أمراً غير مألوف، لكنه يثير تساؤلات جدية حول مدى ملاءمة بقاء أشخاص بمثل هذه الخلفيات في المملكة المتحدة”، في إشارة إلى ضرورة مراجعة آليات التحقق من خلفيات طالبي اللجوء، خاصة في ظل التهديدات العابرة للحدود.

زر الذهاب إلى الأعلى