·
أنور بن قاسم الخضري
يشاء الله تعالى بتدبيره أن تكون المعركة في فلسطين من القساوة والشراسة ما يلفت أنظار شعوب الأرض من أقصى الشرق، في كوريا واليابان ونيوزيلندا، حتى أقصى المغرب في كندا والولايات المتحدة، ومن أقصى الشمال الأوربي إلى أقصى الجنوب الأفريقي.
فيا ترى ما هي الآية التي سيظهرها الله تعالى في الأرض المباركة؟
أهي على صعيد إسقاط التصهين بكل سرديته السياسية المكذوبة؟
أم على صعيد إسقاط الدولة الشيطانية التي لا تحكمها شرعة ربانية أو إنسانية؟
أم على صعيد إسقاط الديانة الغضبية التي جمعت العنصرية والقذارة والفحش والإجرام والكذب والعصيان؟
أم على صعيد هذا العرق المسخ الذي يدعي الانتساب للأنبياء ولله وهو أنجس من جلد الخنزير؟
أم هو شروق شمس جديدة آن لها أن تطلع على الأرض وأن يرى العالم ضوءها؟.
لست عرافا ولا كاهنا ولا منجما غير أن التحولات الكبرى عند زوال باطل أو ظهور حق تستلزم ما يلفت الأنظار لها كي تقوم بها حجة أو تكون بها عبرة، هذه شهادات القرآن وإشارات التاريخ، ولولا ذلك لم يشعر العباد بتمايز في الأمور وتباين في الهيئات.
لهذا كان هلاك الأمم السابقة بظواهر استثنائية عنيفة، خلدت في ذاكرة البشر، طوفان رياح خسف زلزال بركان.. الخ،
ليبحث العقل الإنساني في سبب هكذا حوادث مفاجئة وضخمة ويغوص في إدراكها.
صحيح أن الأمر اختلف مع ظهور هذه الأمة المأمورة بالأخذ بالأسباب واتباع السنن، غير أن ذهاب حالها عودا على بدء، وتكالب الأعداء عليها كما لم يسبق من قبل، مع تشوه صورة الإسلام بفعل كثير من حملته فضلا عن خصومه وأعدائه، كفيل بإعطاء مؤشرات توازي المعجزات النبوية الأولى لأن هذا هو التعويض المكافئ للضعف الطبيعي.
بمعنى أن المعجزات كانت مفاتح أنظار وعقول البشر التي تميل نفوسهم بطبعها للقوة، بادئ البعثة والرسالة، فلما فتحت مكة وقامت دولة الإسلام وتمكنت دخل الناس في دين الله أفواجا دون آية ولا معجزة فالتحول ذاته كان كفيلا بأن يغير مواقفهم.
…
فاللهم نصرك لعبادك المؤمنين ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس.
…