شهدت منطقة الحوبان شرق مدينة تعز، السبت، واحدة من أكبر الكوارث البيئية والاقتصادية في تاريخ المدينة، إثر اندلاع حريق هائل في مخابز “ريتاج” امتد بسرعة إلى سوق الهلالي ومجمع “التوفير سنتر”، ملتهماً عشرات المحلات التجارية ومخلفاً خسائر فادحة.
وبحسب شهود عيان، فإن الحريق بدأ نتيجة ماس كهربائي في أحد المولدات، قبل أن يتحول إلى كتلة نارية ضخمة بفعل وجود مواد قابلة للاشتعال داخل المخبز والمحال المجاورة. ألسنة اللهب ارتفعت بشكل شاهق، والدخان الكثيف غطى سماء المنطقة، ما أثار مخاوف صحية خاصة لدى الأطفال وكبار السن.
فرق الإطفاء المحلية واجهت صعوبات كبيرة في احتواء النيران بسبب ضعف الإمكانيات، وانعدام المعدات الحديثة، واضطرت للاعتماد على صهاريج المياه وشاحنات نقل خاصة من مصانع مجاورة ومطار تعز. المواطنون بدورهم استخدموا وسائل بدائية لمحاولة إنقاذ ممتلكاتهم، وسط حالة من الذعر العام.
الحريق ألحق دمارًا شبه كامل بمخبز “ريتاج”، ومحلات “الهلالي” و”التوفير سنتر”، إضافة إلى أكثر من 13 محلًا تجاريًا، بينما تعرضت ستة محلات لأضرار متوسطة، وتسعة أخرى لخسائر متفاوتة. ويُعزى تفاقم الأضرار إلى غياب إجراءات السلامة، والعشوائية العمرانية التي أعاقت عمليات الإطفاء.
الأهالي أطلقوا نداءات استغاثة عاجلة للسلطات المحلية والمنظمات الإنسانية، مطالبين بتدخل واسع يشمل معدات متطورة أو حتى تدخل جوي، في ظل تهديد النيران للأحياء السكنية المجاورة.
وتُعد منطقة الحوبان من أكبر المراكز التجارية في تعز، ويخشى مراقبون من أن استمرار الحريق قد يؤدي إلى كارثة اقتصادية واجتماعية، خاصة أن المحلات المتضررة تعيل آلاف الأسر. ومن المتوقع صدور بيان رسمي خلال الساعات المقبلة لتحديد حجم الخسائر وتشكيل خلية أزمة لإدارة الموقف.
