بدأت مصلحة السجون الإسرائيلية، فجر السبت، في نقل أسرى فلسطينيين إلى سجني “كتسيعوت” و”عوفر”، تمهيدا لإطلاق سراحهم ضمن المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى المبرمة مؤخرا مع حركة حماس، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وبحسب مصادر إسرائيلية لموقع “والا”، فإن القائمة النهائية تتضمن 195 أسيرا فلسطينيا محكومين بالسجن المؤبد، منهم 60 فقط ينتمون لحركة حماس، في حين ينتمي الباقون لفصائل وتنظيمات فلسطينية أخرى.
من جانبها، ذكرت “يديعوت أحرونوت” أن مصلحة السجون الإسرائيلية بدأت بنقل الأسرى الأمنيين الفلسطينيين من 5 سجون مختلفة إلى مرافق الإفراج الخاصة تمهيدا لتنفيذ المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى.
وقالت هيئة البث العبرية الرسمية: “بدأ حراس السجون ومقاتلو وحدة ‘نحشون‘ بنقل السجناء الأمنيين المتوقع إطلاق سراحهم ضمن الصفقة من السجون المختلفة إلى سجني كتسيعوت وعوفر”.
وأوضحت أنه جرى نقل الأسرى المُقرر إخلاء سبيلهم إلى غزة وكذلك الذين سيتم ترحيلهم إلى الخارج عبر معبر رفح، إلى سجن “كتسيعوت”، الواقع في صحراء النقب على بعد نحو 45 كم جنوب غرب مدينة بئر السبع الواقعة جنوب إسرائيل.
فيما جرى نقل الأسرى المقرر إطلاق سراحهم إلى الضفة الغربية المحتلة إلى سجن “عوفر” غرب مدينة رام الله (وسط)، وفق المصدر ذاته.
ومن المقرر أن تطلق إسرائيل وفق الاتفاق، 250 أسيرا فلسطينيا محكومين بالسجن المؤبد، إضافة إلى نحو 1700 آخرين اعتقلتهم تل أبيب من قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي المقابل، تنص الوثيقة الرسمية للاتفاق -والتي نشرتها هيئة البث الإسرائيلية (كان)- على أن تقوم حركة حماس بالإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء الذين تحتجزهم، وعددهم 20 شخصا على الأقل، خلال 72 ساعة من بدء سريان وقف إطلاق النار.
كما تتضمن بنود الاتفاق إنشاء آلية مشتركة تضم ممثلين عن قطر ومصر وتركيا واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بهدف تسلُّم كافة المعلومات المتعلقة بمصير القتلى من الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس.
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى وجود 48 أسيرا إسرائيليا في غزة، بينهم 20 على قيد الحياة، والبقية يُعتقد أنهم لقوا حتفهم خلال الحرب.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل حيز التنفيذ عند الساعة 12:00 ظهر الجمعة بتوقيت القدس (09:00 ت.غ)، بعد أن أقرت حكومة إسرائيل الاتفاق فجرا.
والليلة الماضية، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: “سيعود المختطفون (الأسرى الإسرائيليون) يوم الاثنين. حماس تجمعهم الآن”.
وأضاف في حديث مع صحافيين في البيت الأبيض: “هناك حوالي 28 قتيلا (من ضمن الأسرى)، وبعضهم يُجمع الآن بينما نتحدث. إنها مأساة”.
ووفقا لموقع “والا”، فإن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) اعترض على نحو 100 اسم طُرحوا ضمن المفاوضات، وقام باستبعاد 25 أسيرا من القادة البارزين داخل السجون، بزعم أنهم يشكلون خطرا أمنيا “مستمرا” حتى بعد الإفراج عنهم.
ورغم مطالبات حركة حماس المتكررة خلال المفاوضات، فإن القائمة النهائية خلت من عدد من الأسماء البارزة التي كانت حماس قد طالبت بإدراجها ضمن أي اتفاق تبادل. ومن بين الأسماء غير المشمولة:
مروان البرغوثي: القيادي البارز في حركة فتح والمعتقل منذ عام 2002.
أحمد سعدات: الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
حسن سلامة: أحد رموز العمل المسلح الفلسطيني.
وغيرهم ممن تعدّهم إسرائيل “خطا أحمر” في أي صفقة تبادل.
وتُعد هذه الشخصيات من أهم رموز الكفاح الفلسطيني المسلح، وقد شكلت المطالبة بالإفراج عنهم عقبة دائمة أمام التقدم في المفاوضات خلال العامين الماضيين.
وبحسب تقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية، يتجاوز عدد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية 11 ألف أسير، بينهم مئات الأطفال والنساء، يعانون من ظروف احتجاز قاسية تشمل التعذيب والتجويع والإهمال الطبي الممنهج مما أدى إلى وفاة العديد منهم داخل المعتقلات.







