الرئيس العليمي في ذكرى 14 أكتوبر: الجنوب قلب الدولة.. والتوافق الرئاسي “ليس مناورة” بل خطوة مصيرية

في خطاب رسمي بمناسبة الذكرى الثانية والستين لثورة 14 أكتوبر، أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي أن الجنوب سيظل قلب الدولة النابض، وراية الجمهورية في مواجهة الانقلاب الحوثي ومشاريع التمزيق، مشدداً على أن القضية الجنوبية باتت حجر الزاوية لأي حل سياسي عادل.
وقال العليمي إن ثورة أكتوبر المجيدة لم تكن حدثاً عابراً، بل لحظة تأسيس للدولة اليمنية الحديثة، انطلقت من جبال ردفان بقيادة الشهيد راجح بن غالب لبوزة، لتكمل مسيرة سبتمبر في الشمال، وتؤسس لواحدة من أرقى التجارب المدنية في المنطقة، تجسدت في عدن وحضرموت وباقي مدن الجنوب.
وأشار إلى أن الجنوب كان سبّاقاً في بناء مؤسسات الدولة، من قانون الأسرة الذي صان حقوق المرأة، إلى تأسيس أول منبر تلفزيوني ونادٍ رياضي، ومسرح وطني، وموانئ تجارية، ومصانع وطنية، مؤكداً أن هذه الإنجازات لا يمكن طمسها أو تجاوزها.
وفي رسالة ضمنية إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، شدد العليمي على أن التباينات السياسية يجب أن تبقى تحت سقف الدولة وسيادة القانون، داعياً إلى إغلاق أبواب الشقاق وفتح صفحة العمل المشترك، قائلاً: “الوطن لا يُبنى بالشعارات، بل بالمسؤوليات المشتركة”، في إشارة واضحة إلى رفض المناورات السياسية التي تعيق مسار الدولة.
كما أكد أن التوافق داخل مجلس القيادة الرئاسي لم يكن مناورة سياسية، بل خطوة مصيرية لترسيخ وحدة الصف الوطني، وتوجيه الطاقات نحو الهدف الأعظم: استعادة مؤسسات الدولة وإسقاط الانقلاب الحوثي المدعوم من النظام الإيراني.
ووجّه الرئيس العليمي رسالة حازمة إلى مليشيا الحوثي، داعياً إياها إلى “التعلّم من دروس التاريخ”، واغتنام فرصة السلام، ووقف الارتهان للمشروع الإيراني الذي وصفه بأنه “مصدر الفوضى والدمار”، مؤكداً أن الدولة تواجه الكوارث بالأمل، بينما تواجهها المليشيا بالخرافة والكراهية، وترد على مطالب صرف المرتبات بالقمع والاختطاف.
وفي ختام خطابه، شدد العليمي على أن السلام الحقيقي لن يتحقق إلا بتفكيك البنية الطائفية العنصرية وتجريم فكرة الولاية الإمامية، مشيداً بصمود القوات المسلحة والأمن، ومثمناً دعم الأشقاء في السعودية والإمارات، ومواقفهم التاريخية في دعم الشرعية اليمنية.






