أعلنت باكستان وحكومة طالبان الأفغانية، مساء اليوم الأربعاء، عن التوصل إلى اتفاق لوقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 48 ساعة، وذلك بهدف احتواء التصعيد العسكري الأخير الذي أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص على جانبي الحدود بين البلدين.
وأفادت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان رسمي أن الاتفاق بدأ سريانه في الساعة السادسة مساءً بالتوقيت المحلي (13:00 بتوقيت غرينتش) من يوم الأربعاء، مشيرة إلى أن الهدف هو “تهدئة الوضع الحدودي وإفساح المجال للحوار” لإيجاد حل للقضايا العالقة. وقد أكدت الوزارة أن الاتفاق تم بـ “الموافقة المتبادلة” بين الطرفين.
من جهتها، أكدت حكومة طالبان في كابل صدور أوامر مباشرة للقوات الأفغانية بالالتزام بوقف إطلاق النار. ومع ذلك، تضاربت تصريحات الجانبين حول الطرف الذي طلب الهدنة، حيث أشارت مصادر باكستانية إلى أنها تمت “بناءً على طلب كابول”، بينما قال المتحدث باسم طالبان إن الهدنة جاءت “بناءً على طلب الجانب الباكستاني”.
ويأتي هذا الاتفاق بعد أيام من الاشتباكات العنيفة التي تفاقمت على خلفية اتهام إسلام أباد لكابل بإيواء مسلحين يشنون هجمات داخل باكستان، وهي الاتهامات التي تنفيها حكومة طالبان.
هذا وفي تطور مفاجئ، توصلت الهند وباكستان، في 10 مايو 2025، إلى اتفاق لوقف فوري وكامل لإطلاق النار بعد أسابيع من التوتر والتصعيد العسكري الذي شهد تبادلاً كثيفاً للقصف المدفعي والصاروخي، لا سيما في منطقة كشمير المتنازع عليها.
وجاء الإعلان عن الهدنة عقب موجة قتال استمرت عدة أيام، واندلعت إثر هجوم مسلح في كشمير. وقد لعبت جهود الوساطة الدولية دوراً حاسماً في نزع فتيل الأزمة، حيث أكد الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب، على نجاح جهود إدارته في إقناع الجارتين النوويتين بالتوصل إلى هذا التفاهم.
وبحسب تصريحات المسؤولين، اتفق قادة العمليات العسكرية في البلدين على أن “يوقف الجانبان جميع عمليات إطلاق النار والعمليات العسكرية برًا وجوًا وبحرًا”. وقد أكدت باكستان على فاعلية الدور الأمريكي، بينما أشار مصدر باكستاني رفيع إلى أن المملكة العربية السعودية وتركيا كان لهما دور مهم في تسهيل مسار التوصل إلى الهدنة.
وعلى الرغم من الهدنة، تبقى مسألة التزام الطرفين بها على المدى الطويل مثار قلق، حيث تتبادل نيودلهي وإسلام أباد الاتهامات بخرق اتفاقيات سابقة لوقف إطلاق النار عبر “خط المراقبة” في كشمير بشكل متكرر.







