توقف مطاحن البحر الأحمر ينذر بانهيار غذائي في مناطق الحوثيين وتهريب روسي للقمح عبر ميناء الصليف

أعلنت شركة المحسن إخوان للتجارة والتوكيلات والمقاولات العامة، المالكة لمطاحن وصوامع غلال البحر الأحمر في الحديدة، عن توقف كامل لأعمالها بعد نفاد مخزون القمح بشكل كلي منذ 21 أكتوبر 2025، ما ينذر بأزمة غذائية حادة في مناطق سيطرة جماعة الحوثي المصنفة دولياً كمنظمة إرهابية.
وفي بيان رسمي، حمّلت الشركة وزارة الاقتصاد والصناعة والاستثمار في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً مسؤولية الأزمة، مشيرة إلى تجاهل متكرر لمذكرات ومناشدات عاجلة تطالب بالسماح بدخول شحنة قمح جديدة. وأكدت أن تعطل المطاحن أدى إلى اضطراب في إمدادات الدقيق، وارتفاع الأسعار، وتراجع الكميات المتاحة في الأسواق، خاصة في العاصمة صنعاء والمحافظات المكتظة بالسكان.
الشركة أعلنت تبرؤها من أي مسؤولية عن نقص المواد الغذائية، واعتذرت لعملائها عن عدم قدرتها على تلبية الطلبات، معتبرة أن ما حدث يمثل “إخفاقاً واضحاً” في أداء الوزارة المعنية بحماية الأمن الغذائي، داعية إلى تحرك فوري لتدارك التداعيات الخطيرة.
تهريب روسي للقمح إلى الحوثيين
في سياق متصل، كشف تحقيق استقصائي أجرته منصة بيلينغكات الأوروبية عن استمرار عمليات تهريب القمح من شبه جزيرة القرم المحتلة إلى مناطق الحوثيين، عبر سفن شحن روسية تتحدى العقوبات الغربية. وأبرز التحقيق أن سفينة “إيرتيش” (IMO: 9664976) عطّلت نظام تتبع موقعها خلال رحلتها من ميناء سيفاستوبول إلى ميناء الصليف في الحديدة، مروراً بمحطة تفتيش أممية في جيبوتي.
وحدّد التحقيق ثلاث سفن روسية متورطة في هذه العمليات، وهي: “إيرتيش”، “ماتروس بوزينيتش”، و”ظفر”، التي تتبع نمطاً متكرراً من تعطيل أنظمة التتبع خلال وجودها في الميناء المحتل، ثم إعادة تشغيلها عند عبور مضيق البوسفور. وتبدأ رحلاتها من محطة “أفليتا” للحبوب في سيفاستوبول، قبل أن تصل إلى اليمن عبر آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (UNVIM).
وقد أوضحت آلية الأمم المتحدة أنها تلتزم بالبروتوكولات التشغيلية المعتمدة، وأن صلاحياتها تقتصر على التحقق من الامتثال لقرارات مجلس الأمن الدولي، دون النظر في العقوبات الأحادية، ما يفتح الباب أمام استمرار هذه العمليات رغم التحذيرات الدولية.
وتأتي هذه التطورات في ظل أزمة إنسانية متفاقمة، حيث تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن نصف سكان اليمن مهددون بالمجاعة، ويعاني خمسة ملايين شخص من انعدام الأمن الغذائي، وسط تراجع حاد في واردات القمح وتضييق الحوثيين على المنظمات الإغاثية.






