التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا اليوم الأحد 2025، في العاصمة الماليزية كوالالمبور، على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وهو لقاء ثنائي أطلق محادثات تجارية فورية بين البلدين وتوقع خلاله الزعيمان إمكانية التوصل إلى صفقات “جيدة جداً” في وقت قصير، على الرغم من التوترات التجارية والسياسية الأخيرة.
ويأتي هذا الاجتماع في إطار جولة ترامب الآسيوية التي تهدف إلى تعزيز النفوذ التجاري الأمريكي وتأمين إمدادات المعادن الحيوية قبل لقائه المرتقب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ.
سادت اللقاء أجواء “إيجابية وبناءة”، حيث أكد ترامب خلال تصريحات مشتركة مع نظيره البرازيلي على قوة العلاقة بين واشنطن وبرازيليا، معرباً عن ثقته الكبيرة في فرق التفاوض لإنهاء الخلافات القائمة. وقال ترامب تحديداً: “أعتقد أننا سنُبرم اتفاقاً مع البرازيل. نتفق تماماً”، مضيفاً: “نُكنّ احتراماً كبيراً لرئيسكم… ومن المُحتمل أن نُبرم بعض الصفقات”.
من جانبه، أكد لولا دا سيلفا على ذات النبرة المتفائلة، مشيراً إلى أنه لا يرى “أي سبب للصراع مع الولايات المتحدة”، وأنه يستطيع إعلان “أخبار سارة” قريباً، مشدداً على أن العلاقات الثنائية بين البلدين هي علاقات جيدة ومتجهة نحو التطور.
وتركزت القضايا الرئيسية التي تم الاتفاق على مناقشتها بشكل فوري على حل الخلافات المتعلقة بالرسوم الجمركية والعقوبات التي فرضتها إدارة ترامب على البرازيل. وفي هذا الصدد، أعلن الرئيس البرازيلي أن فريقين من البلدين “سيشرعان على الفور” في مناقشة الرسوم الجمركية وغيرها من القضايا، وذلك بهدف إيجاد حلول للعقوبات والرسوم التي كانت قد فُرضت سابقاً على الصادرات البرازيلية إلى السوق الأمريكية.
وكانت واشنطن قد فرضت رسوماً جمركية عقابية بنسبة 50% على بعض الصادرات البرازيلية، الأمر الذي وصفه لولا في وقت سابق بأنه “خطأ” و”ابتزاز جمركي”.
وترى الإدارة الأمريكية في هذا التقارب فرصة استراتيجية لتقليل اعتماد البرازيل على الصين كشريك تجاري رئيسي، حيث صرح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بأن “من المفيد للبرازيل على المدى البعيد أن تجعلنا الشريك المفضل في التجارة بدلاً من الصين”.
وتملك البرازيل، وهي عضو في مجموعة “بريكس”، ورقة قوية في هذه المفاوضات تتمثل في احتياطياتها من المعادن النادرة التي تعتبر أساسية للصناعات الحديثة والتي تسعى الولايات المتحدة لتأمين إمداداتها بعيداً عن السيطرة الصينية.







