في تصعيد جديد ضد المنظمات الأممية، اقتحم مسلحون تابعون لجماعة الحوثي صباح الثلاثاء، مقر مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع (UNOPS) في شارع حدة وسط العاصمة صنعاء، واحتجزوا ثلاثة من حراس المقر لساعات قبل الإفراج عنهم.
وبحسب مصادر أممية ومحلية، فإن عناصر الأمن الحوثي ظلوا داخل المقر حتى ساعات الصباح، وصادروا أجهزة إلكترونية ومعدات حيوية قبل مغادرتهم. ويأتي هذا الاقتحام بعد ساعات من عملية مماثلة استهدفت مقر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR) في شارع الجزائر، حيث لا تزال عناصر الحوثي متمركزة حتى مساء اليوم ذاته.
ويُعد مكتب UNOPS من أبرز المكاتب الأممية العاملة في اليمن، إذ يشرف على مشاريع تشغيل المستشفيات، وتزويدها بالمعدات والمولدات، ودعم أقسام الطوارئ، إلى جانب صيانة البنية التحتية من طرق وجسور وخزانات مياه.
تصعيد ممنهج ضد المنظمات الدولية
شهد شهر أكتوبر الجاري موجة اقتحامات هستيرية استهدفت مقرات أممية في صنعاء ومدن أخرى خاضعة لسيطرة الحوثيين، تحت ذريعة “ملاحقة خلايا تجسس”، ما أدى إلى مصادرة ممتلكات وتحويل حياة العاملين إلى جحيم غير مسبوق منذ اندلاع الحرب قبل أحد عشر عاماً.
وتشير تقارير حقوقية إلى أن عام 2025 كان الأكثر تصعيداً منذ أربع سنوات، إذ نفذت الجماعة سلسلة من عمليات الاختطاف والإحلال بدأت منذ نوفمبر 2021. وبلغ عدد المختطفين حتى نهاية 2024 نحو 17 موظفاً، قبل أن يُعتقل أكثر من 60 آخرين خلال أشهر يناير ومايو وأغسطس وسبتمبر، وكان معظمهم في أكتوبر. وقد تُوفي أحدهم في فبراير، بينما أُفرج عن 20 آخرين، بينهم 15 موظفاً دولياً، بعد احتجاز دام ثلاثة أيام عقب اقتحام مساكنهم في صنعاء.
