كشفت تقارير استخباراتية أمريكية، تم تسريبها لوسائل الإعلام الأمريكية الكبرى في مطلع نوفمبر 2025، عن مزاعم خطيرة تفيد بأن النظام الإيراني قد خطط لاغتيال سفيرة إسرائيل لدى المكسيك، زيفية فلكوفيتش (Zviya Falkovitch).
ووفقاً لمسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى مطلعين على الاستخبارات، فإن هذه العملية الإرهابية المفترضة كانت تهدف إلى الانتقام لمقتل كبار الشخصيات الإيرانية، بما في ذلك علماء نوويون وقيادات في الحرس الثوري، وهي حوادث تُتهم إسرائيل بالوقوف وراءها.
تفاصيل المخطط، حسب ما ورد في التقارير، تشير إلى أن العملية تم تنظيمها من قبل وحدة سرية تابعة لـ فيلق القدس، وهو الذراع الخارجي لـ الحرس الثوري الإيراني (IRGC).
ويُزعم أن هذه الوحدة استغلت شبكات إجرامية محلية في المكسيك لتنفيذ الاغتيال، مما يتيح لإيران إمكانية “النفي المعقول” وتجنب التداعيات الدولية المباشرة.
وقد أحبطت المحاولة في مراحلها الأولية نتيجة لجهود استخباراتية مشتركة مكثفة بين وكالات الأمن المكسيكية والأمريكية، التي تمكنت من رصد وتتبع العناصر المشتبه بها قبل أن تتمكن من الانتقال إلى مرحلة التنفيذ.
من جانبها، سارعت وزارة الخارجية الإيرانية إلى إصدار بيان رسمي قوي لنفي هذه الاتهامات.
فقد وصف المتحدث باسم الوزارة، في مؤتمر صحفي عُقد في طهران، المزاعم الأمريكية بأنها “عارية تماماً عن الصحة، ومجرد حلقة جديدة في سلسلة الدعاية المشتركة بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني”.
وأضاف أن طهران لا تلجأ إلى مثل هذه الأساليب، مشيراً إلى أن هذه الاتهامات هي محاولة واضحة لـ “توتير الأجواء الإقليمية والدولية” وصرف الانتباه عن القضايا الداخلية والأمنية الأخرى.
ودعت إيران الولايات المتحدة إلى تقديم أي دليل علني يثبت هذه الادعاءات بدلاً من الاعتماد على معلومات استخباراتية سرية وغير مدعومة.
وفي رد الفعل الإسرائيلي، التزمت وزارة الخارجية في القدس الصمت إلى حد كبير، وهو سلوك معتاد عندما يتعلق الأمر بالعمليات الأمنية والاستخباراتية الحساسة.
ومع ذلك، أفادت تقارير إخبارية إسرائيلية بأن الحكومة أخذت التهديد “على محمل الجد”، وتم رفع حالة التأهب الأمني لجميع البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية في أمريكا اللاتينية.
هذه التهديدات تبرز أهمية المكسيك كساحة عمليات محتملة، حيث تُشير الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إلى تاريخ من النشاط الإيراني المشتبه به في المنطقة.
وفيما يخص السلطات المكسيكية، فقد بقيت متحفظة رسمياً، حيث لم تؤكد أو تنفِ طبيعة المعلومات الاستخباراتية المشتركة، محافظة على توازن دقيق في علاقاتها الدبلوماسية مع كل من واشنطن وتل أبيب وطهران.







