الأخبار
أخر الأخبار

غزة.. خروقات إسرائيلية متصاعدة وكارثة إنسانية تتعمق مع تدمّر 22 ألف خيمة نازحين

غزة – متابعة الوعل اليمني 

مع دخول اليوم الـ47 لوقف إطلاق النار الهش في قطاع غزة، تتصاعد الخروقات الإسرائيلية بشكل لافت في مختلف مناطق القطاع، عبر غارات جوية وقصف مدفعي وعمليات نسف ممنهجة خلف الخط الأصفر، بالتزامن مع انهيار إنساني متسارع تفاقم بعد المنخفض الجوي الأخير الذي دمّر آلاف الخيام وأغرق مناطق واسعة من مراكز النزوح.

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن المنخفض الجوي تسبب في تلف 22 ألف خيمة نازحين وتضرر شبكات المياه والصرف الصحي البدائية، مخلفًا أكثر من 288 ألف أسرة بلا حماية فعلية أمام البرد والأمطار، فيما حذّر من خرق إسرائيلي واضح لبنود اتفاق وقف إطلاق النار بسبب منع إدخال مواد الإيواء والتدفئة والطاقة.

خروقات متصاعدة

وأفادت مصادر إعلامية فلسطينية أن طائرات الاحتلال ومدفعيته واصلت اليوم الأربعاء، استهداف مناطق واسعة داخل الخط الأصفر في بني سهيلا شرقي خان يونس، وشرق جباليا شمال القطاع، وحي التفاح شرقي مدينة غزة، تزامنًا مع إطلاق نار كثيف من الآليات العسكرية والطائرات المسيّرة.

وفي جنوب القطاع، أكدت المصادر أن طائرات الاحتلال شنت غارات على أطراف مدينة رفح، فيما شهدت مناطق شرق خان يونس عمليات قصف متزامنة مع عمليات نسف للبيوت والبنى التحتية.

شهداء وإصابات

وأفاد مجمع ناصر الطبي صباح اليوم، باستشهاد فلسطيني متأثرًا بجراحه جرّاء إطلاق نار من قوات الاحتلال داخل الخط الأصفر في بلدة بني سهيلا. كما أفادت مصادر طبية فلسطينية باستشهاد مواطن وإصابة آخر في قصف استهدف محيط مدرسة الفارابي شرقي خان يونس، واستشهاد مواطن آخر في قصف شرقي مخيم المغازي وسط القطاع.

وأكد مستشفى العودة إصابة فلسطيني برصاص قوات الاحتلال شرقي مخيم البريج وسط القطاع.

كارثة إنسانية

وأعلن الدفاع المدني في غزة في بيان أمس ،  أن الأمطار الغزيرة أغرقت عشرات الخيام خصوصًا في منطقة المواصي بمدينة خان يونس، محذرًا من صعوبات كبيرة في الوصول إلى المناطق التي غمرتها المياه أو التي تتعرض لقصف متواصل.

وقال الدفاع المدني إن استمرار القصف الإسرائيلي يعيق عمليات الإنقاذ، ويهدد حياة الآلاف في مراكز النزوح العشوائية.

وأكد مدير المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة أن خسائر المنخفض تُقدّر بـ 3.5 ملايين دولار، مشيرًا إلى أن قطاع غزة بات بحاجة عاجلة لـ 300 ألف خيمة ووحدة سكنية مسبقة الصنع، بينما تمنع سلطات الاحتلال إدخال مواد الإيواء والتدفئة والطاقة والمياه والصرف الصحي.

وشدد الثوابتة على أن استمرار المنع الإسرائيلي “سيزيد المعاناة الإنسانية إلى مستويات يصعب احتواؤها”، لافتًا إلى أن الاستجابة الدولية لا تزال “شبه معدومة” مقارنة بحجم الكارثة.

تحذيرات أممية

وحذّر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك من أن آلاف العائلات الفلسطينية تواجه خطر الفيضانات داخل مراكز نزوح “سيئة ومتهالكة”، في ظل الأحوال الجوية القاسية ومنع دخول الخيام والمواد اللازمة.

وأشار إلى أن الوضع “يتدهور بسرعة”، وأن سكان القطاع “معرضون لخطر كبير” نتيجة غياب الحد الأدنى من مقومات الأمان.

وبينما تؤكد حركة حماس والمكتب الإعلامي الحكومي أن اتفاق وقف إطلاق النار ينص على فتح المعابر والسماح بإدخال مواد الإيواء، تتواصل الخروقات الإسرائيلية والعمليات العسكرية، بالتوازي مع انهيار البنية التحتية وازدياد أعداد الشهداء الذين ارتفعوا — بحسب وزارة الصحة — إلى 69,775 شهيدًا منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وهكذا يقف قطاع غزة اليوم أمام مشهد مزدوج من النار والغرق: قصف ونسف مستمر خلف الخط الأصفر، وكارثة إنسانية متفاقمة تركت مئات آلاف النازحين بلا مأوى ولا حماية في واحدة من أسوأ الأزمات التي يشهدها القطاع منذ بدء العدوان.

زر الذهاب إلى الأعلى