الأخبار
أخر الأخبار

إسرائيل تنفذ إعدامًا ميدانيًا لشابين في جنين وتصعد عدوانها على طوباس

استشهد ثلاثة شبان فلسطينيين اليوم الخميس خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في الضفة الغربية ومحاصرتها منزلين في جنين وبلدة قباطية القريبة منها، فيما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الثاني على التوالي اقتحام مدينة طوباس، شمالي الضفة الغربية المحتلة، وثلاث بلدات ومخيم الفارعة القريب، وسط مداهمات واسعة واعتقالات وإصابات.

وأعلنت الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية، مساء اليوم، أنها أبلغت وزارةَ الصحة الفلسطينية باستشهاد الشاب المنتصر بالله محمود قاسم عبد الله (26 عاماً) والشاب يوسف علي يوسف عصاعصة (37 عاماً)، برصاص قوات الاحتلال في منطقة جبل أبو ظهير بمدينة جنين، واحتجاز جثمانيهما. وبحسب مصادر محلية، حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزلاً في حي جبل أبو ظهير، وسط انتشار عسكري مكثف وإطلاق نار من الطائرات المروحية باتجاه المنزل المحاصر.

وأكدت المصادر أن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص الحي على الشابين رغم تسليمهما نفسيهما في عملية إعدام ميداني. في السياق، زعم جيش الاحتلال في بيان أنه “يجري تحقيقاً ميدانياً في ظروف الحادث، وسيتم تحويله لفحص الجهات المختصة”. وذكر في بيانه أن قوات الاحتلال طوقت المبنى الذي تواجد داخله الشابان لعدة ساعات، مضيفاً أنه “مع تفعيل آلية هندسية خرجا من المبنى”. وأشار إلى أنه بعد خروجهما تم إطلاق النار نحوهما.

وفي بلدة قباطية، جنوب جنين، شمالي الضفة، استشهد شاب برصاص جيش الاحتلال خلال اقتحامه البلدة. من جهة أخرى، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأن طواقمه تعاملت مع إصابتين لطفلين بالرصاص الحي في الفخذ داخل مخيم جنين، وجرى نقلهما إلى المستشفى، كما قدمت الطواقم الإسعاف لشاب يبلغ من العمر 23 عاماً بعد تعرضه لاعتداء بالضرب في جنين، قبل نقله لتلقي العلاج.

كما أكدت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة ميثلون جنوب جنين شمالي الضفة الغربية مساء اليوم الخميس، وانتشرت في شوارعها. وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان بعد ظهر اليوم الخميس، إنه قام بتمشيط عدد كبير من المباني واستجواب عشرات الفلسطينيين ومصادرة أموال بقيمة عشرات آلاف الشيكلات، في إطار العدوان الذي بدأه على شمال الضفة الغربية المحتلة، مضيفاً أن “قوات الأمن (أي الاحتلال) مستمرة في العمل في عدة قرى في نفس الوقت في إطار عملية “الحجارة الخمس”. وأوضح أن “قوات الجيش من ألوية ميناشيه والسامرة والكوماندوز باشرت خلال الـ24 ساعة الأخيرة بعملية (الحجارة الخمسة) على مستوى الفرقة لمكافحة الإرهاب في عدة قرى شمال السامرة، وذلك بالتعاون مع جهاز الشاباك وحرس الحدود”.

وبحسب بيان جيش الاحتلال: “خلال أول 24 ساعة من العملية، قامت قوات الأمن بتمشيط أكثر من 220 مبنى واستجواب العشرات من المشبوهين في الميدان، كما قبضت على عدد من المطلوبين”. وزعم جيش الاحتلال “العثور على وسائل قتالية وقيام القوات بتدمير أماكن يستعملها المسلّحون، وصادرت عشرات آلاف الشيكلات التي كانت مخصصة لأهداف إرهابية”. وقال الجيش إن مروحيات قتالية تابعة لسلاح الجو قدمت إسناداً لقوات الكوماندوز في جنين. ويزعم الجيش أن جزءاً من القرى التي تعمل فيها قواته سبق أن أنطلق منها منفذو عمليات “ضد مواطني دولة إسرائيل وقوات الأمن خلال العام الأخير”. وذكر البيان أنه “سيتم توسيع العملية حسب الضرورة”.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، مساء أمس الأربعاء، استشهاد الشاب أسامة ياسر محمد كميل (20 عاماً) برصاص الاحتلال خلال اقتحام بلدة قباطية. وبدوره، أكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه تعاملت مع إصابتين نتيجة الاعتداء بالضرب على شاب ورجل خلال الاقتحام الذي جرى في بلدة قباطية، حيث نُقلا إلى المستشفى. وشيع الفلسطينيون ظهر اليوم الخميس جثمان الشهيد كميل في قباطية. وانطلق موكب التشييع من المركز الطبي في بلدة قباطية إلى منزل الشهيد كميل لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة، ثم حمل المشاركون جثمانه على الأكتاف وجابوا به شوارع البلدة، وأدوا صلاة الجنازة قبل أن يوارى الثرى في مقبرة البلدة.

تزامناً، أفاد ضابط الإسعاف في الهلال الأحمر الفلسطيني حسان فقها، في حديث لـ”العربي الجديد”، بأنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل منذ فجر أمس الأربعاء، ولليوم الثاني على التوالي، اقتحام مدينة طوباس، إضافة إلى بلدات طمون وتياسير وعقابا ومخيم الفارعة في محافظة طوباس. وأوضح فقها أن طواقم الإسعاف تعاملت خلال الاقتحام مع إصابة 15 فلسطينياً من جراء الاعتداء عليهم بالضرب، إضافة إلى نقل مرضى إلى المستشفيات لتلقي العلاج.

ووفق مصادر محلية تحدثت لـ”العربي الجديد”، فإن قوات الاحتلال تنفذ عمليات مداهمة وتفتيش للمنازل، وتحقيقات ميدانية، واعتقالات طاولت حتى الآن نحو 70 فلسطينياً، إلى جانب تحويل عدد من المنازل إلى ثكنات عسكرية.

إلى ذلك، أكدت مصادر محلية أن قوات الاحتلال نفذت، اليوم الخميس، حملات اعتقال ومداهمات في عدة مناطق من الضفة الغربية المحتلة، أدت إلى اعتقال عدد من الفلسطينيين. وفي سياق آخر، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، غرفة زراعية وجرفت أراضي جنوب مدينة الخليل جنوبي الضفة، كذلك اقتلعت، اليوم، 100 شجرة زيتون في قرية الجانية غرب رام الله وسط الضفة، وأشجار زيتون أخرى في قرية كفر مالك شمال شرق رام الله، بينما اقتحم مستوطنون قرية المغير شرق رام الله من دون أن يبلغ عن وقوع اعتداءات.

وفي شمال الضفة، اقتحم مستوطنون المنطقة الأثرية في بلدة سبسطية، شمال غرب نابلس، بحماية مشددة من جنود الاحتلال، بينما أصيب ثلاثة فلسطينيين في أراضي بلدة بيت ليد شرق طولكرم بعد اعتداء مستوطنين بالعصي على المزارعين أثناء قطف الزيتون، ونُقل المصابون إلى مستشفى رفيديا في نابلس لتلقي العلاج بعد تدخل الأهالي.

في شأن آخر، اقتحم مئات المستوطنين، اليوم الخميس، باحات المسجد الأقصى في القدس المحتلة بحماية قوات الاحتلال، ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوساً تلمودية في باحاته. وفي سياق آخر، أفاد المشرف العام لمنظمة البيدر الحقوقية حسن مليحات “العربي الجديد” بأن مجموعات من المستوطنين شرعت، صباح اليوم الخميس، في إقامة بؤرة استيطانية جديدة على أراضي بلدة جماعين جنوب نابلس، حيث وضعوا منشآت أولية وبدأوا بتسييج أجزاء من الأرض لتوسيع السيطرة الاستيطانية. وأشار مليحات إلى شروع المستوطنين فجر اليوم بخطوة مماثلة في أراضي الفلسطينيين في منطقة بطن الحلاوة شمال بلدة سنجل شمال رام الله، من خلال إنزال كرفان وإقامة ملحقات لتثبيت وجود البؤرة بشكل مؤقت. إضافة إلى ذلك، نفذت مجموعات مستوطنين، اليوم الخميس، أعمال عربدة واستفزاز داخل أراضي الفلسطينيين في بلدة دير دبوان شرق رام الله.

وفي السياق ذاته، اكتشف مصلّون، عصر الخميس، إقدام مستوطنين على إحراق أجزاء من مصلى النساء في مسجد الفلاح بمنطقة أبو زعين شمال بلدة بديا، غرب سلفيت، شمالي الضفة الغربية. وأفاد الناشط في مقاومة الاستيطان، نظمي السلمان، لـ”العربي الجديد” بأن المصلين لاحظوا عصر اليوم الخميس آثار الحريق داخل مصلى النساء، مشيراً إلى أن مراجعة كاميرات المراقبة أظهرت أن مستوطنين هاجموا المصلى فجر أول من أمس الثلاثاء، وأشعلوا النار داخله، ما أدى إلى احتراق بعض محتوياته، قبل أن تنطفئ النيران لاحقاً لعدم امتدادها.

وعلى مدار عامين من حرب الإبادة على غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم على مدن الضفة الغربية وقراها، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 1083 فلسطينياً، وإصابة نحو 11 ألفاً، إضافة إلى اعتقال أكثر من 20 ألفاً و500 شخص، وفق مصادر رسمية فلسطينية.

زر الذهاب إلى الأعلى