
فلسطين – متابعة الوعل اليمني
تشهد السجون الإسرائيلية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 أزمة حادة، حيث يعاني الأسرى الفلسطينيون من جوع شديد، اكتظاظ حاد، وإهمال طبي متواصل، وسط اعتداءات شبه يومية. وقد أدى ذلك إلى وفاة ثلاثة أسرى من قطاع غزة خلال العام الماضي نتيجة التعذيب والتجويع.
ظروف الاحتجاز القاسية
كشف تقرير مكتب الدفاع العام الإسرائيلي عن تدهور حاد في أوضاع الأسرى المصنفين “أمنيين”، مشيرًا إلى فقدان حاد في الوزن وضعف جسدي شديد وحالات إغماء متكررة. وأوضح التقرير أن غالبية الأسرى محتجزون في مساحات تقل عن ثلاثة أمتار مربعة، مع نقص كبير في الأسرّة ومياه الشرب ومنتجات النظافة، وانتشار واسع للأمراض الجلدية.
وأشار التقرير إلى أن الاعتداءات شبه اليومية تشمل التفتيش والنقل وحتى أثناء حضور المحاكم، مع حرمان كثيرين من العلاج الطبي، بما في ذلك الحالات المزمنة. ورغم بعض التحسينات الجزئية في الغذاء والوصول إلى المياه ومواد النظافة، فإن الظروف لا تزال صعبة للغاية.
استشهاد الأسرى
وفي السياق نفسه، أعلنت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني استشهاد ثلاثة أسرى من غزة خلال عام 2024: تيسير سعيد العبد صبابه (60 عامًا) بعد شهرين من اعتقاله، خميس شكري مرعي عاشور (44 عامًا) بعد يوم واحد، وخليل أحمد خليل هنية (35 عامًا) بعد نحو عام من الاعتقال. ويبلغ عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ 1967 نحو 321 شهيدًا، بينهم 84 منذ بدء الحرب الحالية، مع استمرار إخفاء جثامين بعضهم وتنفيذ الاحتلال عمليات إعدام ميدانية بحق آخرين.
الوضع القانوني والاعتقالات
ويشير تقرير مكتب الدفاع العام الإسرائيلي، إلى أن غالبية المعتقلين الفلسطينيين محتجزون دون محاكمة، سواء عبر الاعتقال الإداري التعسفي أو تصنيفهم كمقاتلين “غير شرعيين”. وبلغ عدد المعتقلين الإداريين 3368 حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2025، وعدد المصنفين “مقاتلين غير شرعيين” 1205، دون احتساب كافة معتقلي غزة. ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، منعت مصلحة السجون زيارات الصليب الأحمر للأسرى، مخالفة بذلك القانون الدولي.
رد فلسطيني ودعوات دولية
من جهته، شدد مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين على أن معاناة الأسرى ليست حادثة عابرة، بل نتيجة سياسة ممنهجة تهدف إلى العقاب الجماعي، داعيًا المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال لضمان الغذاء والعلاج والمساحات الإنسانية، ووقف الاعتداءات ومحاسبة المسؤولين وفق القوانين الدولية. كما حذرت حركة حماس من استمرار سياسة التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، مطالبة الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بفتح تحقيق دولي عاجل.
وتؤكد الوقائع أن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية يواجهون أزمة إنسانية حادة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، تتمثل في التجويع، الاكتظاظ، العنف شبه اليومي والإهمال الطبي المتواصل، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة أسرى خلال عام 2024، واستمرار احتجاز آلاف المعتقلين دون محاكمة. ورغم بعض التحسينات الجزئية، تظل الظروف مأساوية وتشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لضمان حماية حياة الأسرى وكرامتهم ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.






