
الدوحة – الوعل اليمني
حذّرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من اقتراب اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة من الانهيار، في ظل ما وصفته بـ”الخروقات الإسرائيلية الواسعة والممنهجة”، مؤكدة أن الاحتلال لم يلتزم بأي بند من بنود الاتفاق منذ دخوله حيز التنفيذ، رغم وضوح نصوصه ورعاية الوسطاء الإقليميين والدوليين له.
وقال القيادي في حركة حماس وعضو الوفد المفاوض، الدكتور غازي حمد، إن اتفاق وقف إطلاق النار، الموقع في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول 2025 ودخل حيز التنفيذ في اليوم التالي، جرى برعاية مصر وقطر وتركيا وبإشراف أمريكي مباشر، إلا أن الاحتلال تعمّد منذ اللحظة الأولى التلاعب ببنوده وخرقها بشكل متواصل.
وأوضح حمد، في مؤتمر صحفي وإدلاءات إعلامية متطابقة، أن نصوص الاتفاق “واضحة ومفصلة ولا تحتمل أي لبس”، مشددًا على أن حركة حماس التزمت التزامًا كاملًا بجميع بنوده، بشهادة الوسطاء الذين تابعوا التطورات الميدانية يوميًا في قطاع غزة، ولم يُسجل بحقها أي خرق طوال 66 يومًا من سريان الاتفاق.
وفي المقابل، حمّل حمد حكومة الاحتلال وجيشه المسؤولية الكاملة عن خروقات وصفها بـ”المتعمدة والمخطط لها”، مؤكدًا أن تكرارها وانتظامها يثبت أنها صادرة عن قرارات رسمية وليست حوادث فردية أو أخطاء ميدانية.
وبيّن أن هذه الخروقات شملت عمليات قتل وإعدام ميداني، وإطلاق نار مباشر على المواطنين، وقصفًا واستهدافات واغتيالات داخل القطاع، إلى جانب تجاوز قوات الاحتلال ما يُعرف بـ”الخط الأصفر” لمسافات كبيرة وصلت في بعض المناطق إلى نحو كيلومترين، في انتهاك صارخ للاتفاق.
وأشار حمد إلى أن عدد الخروقات منذ بدء سريان الاتفاق تجاوز 813 خرقًا، بمعدل يقارب 25 خرقًا يوميًا، شملت 392 عملية قصف واستهداف، و229 عملية إطلاق نار، و46 عملية توغل للآليات العسكرية خارج المناطق المتفق عليها، إضافة إلى نسف 145 منزلًا ومنشأة داخل الخط الأصفر، في سياسة قال إنها تهدف إلى تدمير المناطق الحدودية ومنع عودة السكان إليها مستقبلًا.
وأكد أن حصيلة هذه الانتهاكات أسفرت عن استشهاد نحو 400 فلسطيني منذ بدء الاتفاق، أكثر من 95% منهم من المدنيين، بينهم أطفال ونساء ومسنون، فضلًا عن إصابة نحو 991 مواطنًا، معتبرًا أن هذه الأرقام تكشف تعمّد الاحتلال استهداف المدنيين رغم سريان وقف إطلاق النار.
وفيما يتعلق بالملف الإنساني، اتهم حمد الاحتلال بممارسة سياسة خنق ممنهجة، عبر فرض قيود مشددة على إدخال المساعدات، ومنع دخول العديد من الأصناف بحجة “الاستخدام المزدوج”، والتلاعب بكميات الوقود والغاز، إلى جانب استمرار إغلاق معبر رفح ومنع سفر الحالات الإنسانية وإدخال المعدات الهندسية والطبية اللازمة.
كما لفت إلى أن الاحتلال يواصل إخفاء معلومات تتعلق بالأسرى والمفقودين، ويرفض تسليم بيانات وأسماء الشهداء المحتجزة جثامينهم، رغم تقديم الحركة تقارير مفصلة وأسماء عبر الوسطاء والغرفة المشتركة المكلفة بمتابعة تنفيذ الاتفاق.
وحذّر القيادي في حماس من أن استمرار هذه الخروقات “يضع اتفاق وقف إطلاق النار في مهب الريح”، داعيًا الوسطاء والأطراف الضامنة إلى التحرك العاجل لردع الاحتلال وإجباره على الالتزام بما تم التوقيع عليه، ومنع انهيار الاتفاق.
وأشار في ختام تصريحاته إلى وجود اتفاق سابق على تشكيل لجنة خاصة لمعالجة الخروقات، تقوم بإبلاغ الوسطاء فور وقوع أي انتهاك والعمل على احتوائه، مؤكدًا أن تجاهل الاحتلال لهذا المسار يزيد من تعقيد المشهد ويقوض فرص استمرار وقف إطلاق النار.






