
فلسطين- متابعة الوعل اليمني
كشفت وسائل إعلام عبرية عن موعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لما يُعرف بخطة “اليوم التالي” في قطاع غزة، في ظل تعقيدات سياسية وميدانية ترافق تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، واستمرار الخروقات الإسرائيلية، وسط دمار غير مسبوق خلّفته الحرب المستمرة على القطاع.
إعلان مرتقب
وبحسب صحيفة “إسرائيل اليوم”، أبلغ ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عزمه الإعلان رسميًا عن خطة “اليوم التالي” في 15 يناير/كانون الثاني 2026، خلال اجتماع جمعهما في منتجع مارالاغو بولاية فلوريدا. وأوضحت الصحيفة أن الخطة تتضمن تشكيل هيئة إشراف دولية لإدارة قطاع غزة، يُرجّح أن يتولى ترامب رئاستها، إلى جانب إنشاء كيان مدني لإدارة شؤون القطاع تمهيدًا لتسلّم المهام من حركة حماس خلال الأسابيع المقبلة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية لم تُسمّها، أن نتنياهو لم يُبدِ أي اعتراض على ما طرحه ترامب، فيما أكد مسؤول دبلوماسي آخر أن الخطة لم تُقدَّم على أنها مقترح قابل للنقاش، بل كمرسوم رئاسي لا يملك نتنياهو صلاحية الاعتراض عليه. وحتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من واشنطن أو تل أبيب حول ما ورد في التقرير.
مأزق المرحلة
وتأتي هذه التطورات في وقت تتجه فيه الأنظار إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. وذكرت القناة 12 العبرية أن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل والوسطاء أن المرحلة الثانية من خطة ترامب لوقف إطلاق النار ستبدأ مطلع يناير المقبل.
في المقابل، ما تزال إسرائيل تماطل في الانتقال إلى هذه المرحلة، متذرعة ببقاء جندي إسرائيلي في الأسر داخل غزة، فيما تؤكد حركة حماس أن عملية استخراج جثمانه قد تستغرق وقتًا طويلًا بسبب الدمار الهائل الذي خلّفته الحرب في مختلف مناطق القطاع.
لقاءات فلوريدا
وكان نتنياهو قد وصل إلى ولاية فلوريدا في زيارة تستمر خمسة أيام، التقى خلالها ترامب، وسبق ذلك اجتماع جمعه بوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، إلى جانب مستشاري ترامب جاريد كوشنر وستيف ويتكوف. وأشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن اللقاءات ركزت على المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة، إضافة إلى ملفات إقليمية تتعلق بإيران وسوريا ولبنان.
كما أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن ترامب قد لا يجعل مسألة إعادة جثمان الشرطي الإسرائيلي المحتجز في غزة، ران غوئيلي، شرطًا أساسيًا للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، في تحول لافت عن الموقف الإسرائيلي المتشدد.
سياق دموي
ويُذكر أن ترامب كان قد أعلن في 29 سبتمبر/أيلول الماضي خطة سلام ووقف حرب تتألف من 20 بندًا، من أبرزها: الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، وقف إطلاق النار، نزع سلاح حركة حماس، انسحاب إسرائيل من قطاع غزة، تشكيل حكومة تكنوقراط، ونشر قوة استقرار دولية.
ورغم دخول المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فإن إسرائيل واصلت خرق بنوده وفرض حصار خانق على القطاع، ما أفشل الانتقال السلس إلى المرحلة الثانية.
وكان من المفترض أن يضع الاتفاق حدًا لإبادة جماعية ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين على مدى عامين، منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأسفرت عن أكثر من 71 ألف قتيل و171 ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، في واحدة من أكثر الحروب دموية في تاريخ القطاع.
وفي ظل هذه المعطيات، يبقى إعلان ترامب المرتقب لخطة “اليوم التالي” محطة مفصلية، تحمل في طياتها تساؤلات كبرى حول مستقبل غزة، وشكل إدارتها، وحدود الدور الأمريكي في مرحلة ما بعد الحرب.






