يتعرّض فنانون عرب وفلسطينيون منهم بشكل خاص، في بلاد الحريات والديمقراطية، إلى التضييق والحصار على أعمالهم، التي تعبّر عن مواقفهم من القضية الفلسطينية.
في هذا الإطار، سحبت إدارة دار “كريستيز” في نيويورك، عَمَلين فنيّين للتشكيلي اللبناني أيمن بعلبكي، كان مقرراً أن يتم بيعها في مزاد الدار لفنون الشرق الأوسط الحديث والمعاصر، في 9 نوفمبر في لندن.
وقال مسؤول في “كريستيز”لصحيفة “آرت نت”، إن “الدار تلقّت شكاوى عدّة الأسبوع الماضي، حول العملين الفنيين، وسُحبت اللوحتان بسبب سوء فهم لموضوع الأعمال، وربطها بـ “التطرف الإسلامي” في ظل الحرب الجارية بين إسرائيل وحماس. إذ يُمكن أن تُفهم بشكل خاطئ، وكأنها تصوّر مقاتلي المقاومة الإسلامية، لأي شخص ليس على دراية بتاريخ المنطقة”.
وأبلغ الموزّع الفني المسؤول عن العَمَلين، الدار “خيبة أمله وارتباكه بشأن قرارها حظر اللوحتين، وفرض رقابة على أحد أبرز الفنانين في الشرق الأوسط”، كاشفاً أن الدار “عرضت بيع العَمَلين على حدة بدلاً من إدراجهما في المزاد”.
ورفض المتحدث باسم “كريستيز” التعليق على الموضوع، مؤكداً أن القرارات المتعلقة بالمبيعات “تبقى سرية بين كريستيز والموزّعين”.
فلسطين خارج برلين
وكان “ديوان البيت الثقافي العربي” في برلين، قد أعلن عن تأجيل معرض الفنان الفلسطيني ستيف سابيلا “التسامي”، في رسالة وجّهها إلى جمهوره، قال فيها “نأسف على إبلاغكم بأن معرض ستيف سابيلا، الذي كان مقرّراً في العشرين من أكتوبر 2023، قد جرى تأجيله حتى إشعار آخر”، من دون ذكر أسباب التأجيل.
وكان معرض سابيلا يضم أربعة مشروعات تدور حول فلسطين هي، “الأرض الدائمة”، و “صوت القدس”، و”في مكان آخر” و “خروج Exit”، الذي يتناول صور أناس يعيشون في المنفى.
تفصيل ثانوي
وكانت المنظمة الأدبية الألمانية “ليتبروم”، ألغت في وقت سابق حفل تكريم الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي، التي كانت ستتسلم جائزة أدبية في معرض فرانكفورت للكتاب 2023، عن روايتها “تفصيل ثانوي” التي تدور أحداثها في صحراء النقب.
من جهة ثانية، فوجئ الموظفون في مكتبة “وينر للهولوكوست”، وهي أقدم مؤسسة ثقافية في العالم مخصّصة لذكرى المحرقة، بكتابة اسم “غزة” على جدرانها، في إشارة إلى العدوان الإسرائيلي على غزة منذ السابع من أكتوبر.
وقال مدير المكتبة توبي سيمبسون في بيان، “شعرنا بقلق بالغ إزاء هذا العمل التخريبي في المكتبة. ومن الواضح أنه كان يهدف إلى التسبّب بالضرر”. أضاف “إن مهاجمة إسرائيل من خلال استهداف مؤسسة المحرقة ليس فقط خاطئاً، بل هو معادي السامية”.
وكُتب اسم غزة على مدخل المكتبة، عقب تنظيم العديد من المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في جميع أنحاء لندن. تأسست المكتبة عام 1933 على يد ألفريد فينر، وهو صحفي وأكاديمي ألماني، واحتفلت هذا العام بمرور 90 عاماً على تأسيسها.
*الشرق