حتى سنوات قليلة مضت، كانت الكتابة الساخرة متربعة على عرش الكتابة بأنواعها كافة، حيث كانت تشهد ازدهاراً كبيراً، ووجدت بقوة في المجلات، والصحف المصرية.
والكتابة الساخرة هي «فاكهة الصحافة»، كما أنها ليست بجديدة على الصحافة المصرية؛ إذ بدأت في القرن التاسع عشر، على يد يعقوب صنوع عام 1876، حينما أصدر مجلة «أبو نظارة»، ثم ظهرت بعدها تجارب ساخرة عدة أخرى مثل: «حمارة منيتي، الكشكول، خيال الظل، التبكيت والتنكيت، كلمة ونص، البعكوكة».
يعتقد البعض أن الكتابات الساخرة مجرد مزحة من المبدع للقارئ، ولكن هذا غير صحيح، بل إن الهدف الحقيقي منها هو النقد والإصلاح، وتسليط الضوء على الحقائق والقضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والسلبيات بطريقة كوميدية ساخرة.
وخلال الفترة الأخيرة بدا هناك اختفاء ملحوظ لمثل هذا النوع من الكتابات في الصحافة المصرية والمجلات، بل خفت بريقه والحديث عنه، ولم يعد هناك أي اهتمام من القراء به.
وفي هذا الصدد تحدث السيناريست محمد هشام عبية، الذي كان له تجربة مميزة في الكتابات الساخرة بإحدى الصحف المصرية، خلال تصريحات خاصة لـ«البيان»، قائلاً : «تلك الكتابات تنضج وتزدهر في المجتمعات، في مراحل مفصلية مهمة، حيث يمكنها ان تؤدي دوراً حيوياً في عملية تلبية مطالب الكثيرين والتغلب على مشكلات وعقبات معينة في حياة المجتمع ». وأضاف: إن الكتابات الساخرة تحوي مواضيع نقدية قوية للغاية؛ ولهذا السبب فهي تتطلب خامات وإمكانات خاصة، ومؤكدًا أنها عمومًا لن تندثر، ولكنها تأخذ أشكالاً أخرى مغايرة لما اعتدنا عليه، فهي موجودة حالياً ولكن بأسلوب آخر عبر منصات السوشل ميديا.
الروائي والشاعر المصري أحمد عطا الله أبدى رأيه في هذا الأمر، وقال في تصريحات: إن الكتابة الساخرة في الصحافة كانت «موضة» في فترة ما ماضية.
عطا الله أكد أنه في الفترة الحالية، لا وجود للكاتب الساخر اللافت للانتباه مقارنة بعدد من رواد الكتابات الساخرة، وأبرزهم جلال عامر. كما كشف أن الكتابة الساخرة موجودة على الفيسبوك حالياً، مع اختفاء تام لها في الصحافة، ولم تعد موجودة، مؤكداً عدم وجود كاتب متفرغ للكتابات الساخرة في الوقت الحالي.
-البيان