![](https://i0.wp.com/alwalalyemeni.com/wp-content/uploads/2024/01/d2_261.jpg?fit=1200%2C696&ssl=1)
بغية تحويلها إلى مجسمات فنية تبعث الأمل في القلوب، يواصل اللبناني محمد نصيف جمع شظايا القذائف القاتلة الناتجة عن الاشتباكات والمواجهات المستمرة بين حزب الله وإسرائيل منذ الثامن من أكتوبر الماضي على الحدود الجنوبية للبنان.
ويقيم نصيف (57 عاما) في بلدة شبعا الحدودية جنوبي لبنان، التي تتميز بموقع مميز على مثلث الحدود اللبنانية – السورية – الفلسطينية. ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة، هي منطقة محتلة من قبل إسرائيل ومتنازع عليها بين لبنان وسوريا وفلسطين.
و”تضامنا مع قطاع غزة”، يتبادل “حزب الله” وفصائل فلسطينية في لبنان مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا متقطعا منذ الثامن من أكتوبر الماضي، ما أسفر عن العشرات من القتلى والجرحى على طرفي الحدود.
وكما هو حال كل لبناني عاش الحرب، شاهد نصيف القذائف ومخلفاتها الحديدية التي كانت تنشر الموت والرعب في كل منطقة، وتترك أحيانا آثارها القاتلة على أجساد الناس، فقرر تحويل بقايا “آلات القتل” إلى مجسمات جمالية تعكس فنا وحياة.
![](https://i0.wp.com/alwalalyemeni.com/wp-content/uploads/2024/01/d3_180.jpg?resize=708%2C472&ssl=1)
محمد نصيف الذي بدأ حياته المهنية كمندوب سياحي، اكتشف شغفه بالفن والإبداع خلال زيارته المتكررة إلى أحد المعالم السياحية القريبة من بلدته الحدودية، وشهد الكثير من الحروب.
وتحول نصيف إلى جامع في البلدة لشظايا القذائف المتواجدة بكثرة في “جبل الشيخ” (جبل حرمون) (جنوب)، حيث يحولها ببراعة إلى مجسمات وتحف فنية تعكس قوة الإرادة وروح التحدي، وفق مراسل الأناضول.
واستطاع تحويل الشظايا التي ترمز إلى الموت لدى الكثيرين، إلى مجسمات مثل “الأرزة” شجرة لبنان ومجسم القدس والصُلبان (جمع صليب) وشعار الأمم المتحدة الذي يرمز للسلام.
وفي هذا الإطار روى نصيف للأناضول رحلته إلى اكتشاف موهبته بتحويل الشظايا إلى تحف فنية وقال إنه عندما زار جبل الشيخ وهو معلم سياحي، رأى كميات كبيرة تقارب الأطنان من الشظايا متناثرة على الأرض ومتبقية منذ حرب 1973 بين الجيشين السوري والإسرائيلي.
وأضاف “بدأت أجمعها من الجبل لصنع تحف فنية مثل شجر الأرز وصلبان وشعار أمم المتحدة وشعار العقربة الذي تستخدمه الكتيبة النمساوية التي كانت عاملة ضمن قوات الأندوف في جبل الشيخ، جبل حرمون، والكثير من الأعمال الفنية الأخرى”.
وحول الهدف من عمله هذا، أوضح نصيف أنه يريد “تحويل الشظايا التي تقتل الإنسان إلى تحفة فنية تعرض في منزل مريديها”. وأشار إلى أنه “يوجد هدف بيئي أيضا لعملي لأني أجمعها من أماكن يقصدها الناس ويمكن أن تؤذي أحدا منهم وخاصة محبي السير في الحقول ورعاة الماشية”.
ولفت إلى أن الشظايا تتساقط اليوم في الكثير من مناطق حدود جنوب لبنان عقب اندلاع المواجهات بين حزب الله وإسرائيل في الثامن من أكتوبر لأول مرة منذ حرب 2006. وتابع “لم أجمع الشظايا منذ حرب 2006، خوفا من تلوثها باليورانيوم ما يمكن أن يسبب أضرارا لعائلتي”.
![](https://i0.wp.com/alwalalyemeni.com/wp-content/uploads/2024/01/d1_3.jpg?resize=708%2C393&ssl=1)
و”حرب لبنان الثانية” التسمية الإسرائيلية لـ”حرب تموز” 2006، هي التي تعرض فيها لبنان لقصف إسرائيلي استمر 34 يوما استهدف البنى التحتية وأسفر عن الآلاف من القتلى والجرحى.
وقال نصيف “بعد أن شاهد الناس الحرب الحالية في لبنان وغزة، أصبح الطلب المحلي على المجسمات أكثر بكثير من الماضي، بعد أن كانت مطلوبة فقط من السياح”.
ولفت إلى أنه استفاد من وجود جنود قوات اليونيفيل في بلدته شبعا وخاصة الكتيبة النرويجية (1978 و1998)، وبعد عدوتهم إلى بلادهم يطلبون منه أن يرسل لهم المجسمات إلى النرويج نظرا لمعرفتهم بهذا النوع من الفن.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى الأحد 22 ألفا و835 شهيدا، و58 ألفا و416 جريحا، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.