
أثارت صورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي لفاكهة الرمان اليمني في إسرائيل موجة جدل واسعة، بعد أن ظهرت إسرائيلية من أصول يمنية تُدعى مايسة الرومي وهي تحمل رمانًا يُعتقد أنه من محافظة صعدة، المعروفة بإنتاج أجود أنواع الرمان في اليمن.
الصورة فجّرت حملة تحريضية قادها ناشطون تابعون لجماعة الحوثيين ضد التاجر اليمني المعروف أمين العشاري، صاحب علامة “ملك الفواكه”، متهمين إياه بتصدير الرمان الصعدي إلى إسرائيل عبر طرق غير مباشرة، في ما وصفوه بأنه “تطبيع تجاري غير مقبول”.
الحملة تصاعدت إلى دعوات تطالب سلطات الجماعة بفتح تحقيق رسمي مع العشاري، رغم نفيه القاطع لأي علاقة له بالشحنة المثيرة للجدل، مؤكداً أن نشاطه التجاري يتم تحت رقابة الجهات المختصة في صنعاء، وأن الرمان الظاهر في الصورة “ليس من إنتاجه ولا من ضمن شحناته”، مرجحاً أن يكون التشابه في العبوات أو العلامات التجارية وراء اللبس.
من جانبهم، اعتبر مراقبون أن الحملة تعكس صراع مصالح داخل القطاع التجاري في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث يُنظر إلى استهداف رجال أعمال ناجحين كأداة لتصفية حسابات اقتصادية وسياسية، في ظل غياب بيئة تجارية صحية.
اقتصاديون حذّروا من أن مثل هذه الحملات قد تضر بسمعة المنتجات اليمنية في الأسواق الخارجية، وتعرقل جهود تعزيز الثقة بالقطاع الخاص، خصوصاً في ظل التحديات التي تواجه الصادرات الزراعية اليمنية، من ضعف البنية التحتية إلى غياب الرقابة المؤسسية.
وبينما لم تُثبت أي جهة رسمية مصدر الشحنة، تبقى القصة مثالاً صارخاً على كيف يمكن لصورة واحدة أن تُشعل جدلاً سياسياً واقتصادياً، وتكشف هشاشة العلاقة بين التجارة والسلطة في بلد يعيش على وقع الحرب والانقسام.






