الأخبار
أخر الأخبار

تقرير أممي يؤكد انتشار المجاعة رسمياً في مدينتي الفاشر وكادوغلي السودانيتين

أقر تقرير صادر عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، وهو شراكة عالمية تدعمها الأمم المتحدة وتضم أكثر من 12 وكالة دولية ومنظمة إغاثة، بانتشار المجاعة رسميًا (المرحلة الخامسة من التصنيف) في مدينتي الفاشر بشمال دارفور وكادوغلي بجنوب كردفان في السودان.

هذا الإعلان، الذي صدر يوم أمس الإثنين، يعد لحظة فارقة وخطيرة، إذ يُستخدم التصنيف المرحلي المتكامل كـ “مقياس ريختر للجوع”، وتأكيد المرحلة الخامسة يعني الانهيار التام لسبل العيش، وانتشار التجويع، ومستويات عالية للغاية من سوء التغذية والوفيات.

يأتي هذا الإقرار بعد أشهر من الحصار والقتال الضاري بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في هاتين المنطقتين الاستراتيجيتين. وبشكل خاص، تدهور الوضع في الفاشر بشكل كارثي بعد إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على المدينة في الأسبوع الماضي، لتكون بذلك قد أحكمت قبضتها على ولايات إقليم دارفور الخمس الذي يمثل ثلث مساحة السودان.

وقد أدت الأعمال العدائية المكثفة، خاصة في المناطق عالية الكثافة الصراعية، إلى تعطيل الأنشطة الزراعية بشكل كبير، وتدمير المحاصيل ونهب الماشية، مما أزال أي فرص أمام السكان المحليين لتأمين غذائهم ذاتيًا أو عن طريق الأسواق المحلية التي انهارت بالكامل.

وخلال فترة الحصار، أشار السكان إلى انقطاع شبه كامل لإمدادات الغذاء، ما دفع بعضهم إلى تناول علف الحيوانات وجلودها لكي يبقوا على قيد الحياة.

الوضع الإنساني في المدينتين يؤكد المخاوف، حيث حذر التقرير من أن أكثر من 21 مليون شخص في جميع أنحاء السودان واجهوا مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد في سبتمبر الماضي.

وتوقعت شراكة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن يستمر وضع المجاعة في الفاشر وكادوغلي على الأقل حتى مايو/أيار 2026، مما يضع عشرات الآلاف في خطر الموت جوعاً.

وقد تفاقمت الأزمة الإنسانية أيضاً جراء النزوح، حيث أعلنت المنظمة الدولية للهجرة فرار أكثر من 36 ألف مدني من بلدات وقرى في ولاية شمال كردفان، المتاخمة لدارفور، مع ارتفاع وتيرة المعارك هناك، مما يزيد الضغط على المناطق المستضيفة ويقلل من قدرة الإغاثة على الوصول إلى المحتاجين.

كما وردت شهادات عن هجمات استهدفت مواقع تجمع الناس لتناول الطعام في المطابخ العامة خلال الحصار، مما يفاقم العزلة ويحول دون وصول الدعم الأساسي.

على الصعيد الدولي، تتصاعد الدعوات للتحرك العاجل. فقد دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العالم الإسلامي إلى التحرك الفوري لدعم السودان والمدنيين العالقين في الفاشر، فيما وصف وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، الوضع بأنه “فظائع جسيمة بحق عشرات الآلاف من الأبرياء”، وطالب بوقف إطلاق نار فوري وفتح ممرات إنسانية.

كما أن الوضع دفع المدعين العامين في المحكمة الجنائية الدولية للإعلان عن أنهم يجمعون أدلة على “مزاعم ارتكاب جرائم قتل جماعي واغتصاب” بعد سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر.

هذا التأكيد الرسمي للمجاعة يضع ضغطًا كبيرًا على المجتمع الدولي لضمان وصول الإغاثة العاجلة دون عوائق لتجنب تكرار كوارث المجاعة التاريخية في دارفور.

زر الذهاب إلى الأعلى