الأخبار
أخر الأخبار

استشهاد صحفية برصاص السلطة الفلسطينية في مخيم جنين

استشهدت الصحفية شذى صباغ بعد إصابتها برصاصة في الرأس خلال الاشتباكات في مخيم جنين.

وقالت منصات فلسطينية إن الصباغ، شقيقة الشهيد معتصم الصباغ، استشهدت برصاص قناص تابع لأجهزة السلطة الفلسطينية في المخيم.

وبحسب عائلتها، فإن شذى الصباغ ذات الـ21 عاما، كانت متجهة برفقة أطفال شقيقتها إلى بقالة قريبة من منزلها حين فاجأها قناص من عناصر السلطة وبدأ بإطلاق النار باتجاهها.

في حديثه مع الجزيرة نت، شرح شقيقها مصعب الصباغ (20 عاما)، تفاصيل استهدافها، وقال إن عناصر أمن السلطة تتواجد في الحارة التي يسكنون بها منذ نحو أسبوعين بشكل يومي، ويتخذون المنازل العالية موضعا للتمركز، وتنتشر قناصاتهم هناك.

وأضاف “ليلة أمس كنا نسهر في المنزل بشكل طبيعي، برفقة أولاد أختي أم حمزة، الذين طلبوا من شذى أن تشتري لهم بعض السكاكر والحلوى من دكانة صغيرة مجاورة. فخرجت شذى برفقة الصغيرين، وتوجهت للدكان وعند عودتها بدأ القناص بإطلاق النار بشكل كثيف باتجاهها. وكان إطلاق النار شديدا وكثيفا جدا ولمدة طويلة، وأصيبت شذى ولم يتوقف القناص عن إطلاق الرصاص”.

خرج أهالي الحي على صوت إطلاق الرصاص وصراخ الأطفال، “وطلبوا من عنصر الأمن التوقف عن إطلاق النار، ليتسنّى لهم سحب شذى بعد تأكد إصابتها لكنه لم يستجب واستمر في إطلاق النار لمدة 15 دقيقة”، بحسب مصعب الصباغ.

ويقول شقيق شذى “لم تستطع صاحبة الدكان بداية حماية الأطفال الصغار من كثافة الرصاص، ثم سحبت الأول من رأسه وسحبت الآخر من أذنيه، كان الموقف صعبا جدا وخطيرا على أطفال لم يتجاوز عمر أكبرهم 3 سنوات”.

وعلى الرغم من محاولة جاراتنا المتطوعات في إسعاف المخيم، الاقتراب من شذى وإسعافها فإن شظايا الرصاص أصابت إحداهن في ساقها، بحسب الصباغ.

وترى العائلة أن استهداف شذى كان متعمدا، بنية تخويف الناس، لا سيما السيدات، بعد خروجهن في مظاهرات احتجاجية أكثر من مرة للمطالبة بوقف الحملة الأمنية، وفك الحصار عن المخيم وسكانه.

“كان الوقت كافيا للقناص لرؤية شذى وتمييز أنها فتاة من لباسها ومعها طفلان، كما أن الشارع مضاء بشكل كامل، هو كان يعرف أنها فتاة. هدف السلطة إخافة الناس وإسكاتهم بالقتل. هذا هو هدف الحملة الحقيقي”، يقول الصباغ.

وفي حديثها لوسائل الإعلام، قالت أم معتصم، والدة الصحفية شذى، إنها على ثقة “بتعمد” أجهزة السلطة قتل ابنتها، خاصة بعد قيام شذى بمقابلة والدة الشاب مجد زكارنة “الذي قُتل الأسبوع الماضي على يد أجهزة الأمن الفلسطينية”، إضافة لمقابلة مع “إحدى العائلات التي أحرق الأمن منزلهم”.

وقالت “يروج الأمن الفلسطيني أن أنور رجب (المتحدث باسم قوى الأمن الفلسطينية) اتصل بي وأوضح ما حدث، وأنني تفهمت أن الحادثة تمت من قبل المقاومين، وأنا أؤكد أن هذا افتراء، حيث لم يتصل بي أحد من السلطة حتى الآن، وأنا متأكدة أن من قتل شذى هم قوات الأمن الفلسطيني”.

وعلى الرغم من تطابق رواية العائلة مع شهود العيان من أهالي المخيم، فإن الناطق باسم قوى الأمن الفلسطينية العميد أنور رجب قال -في بيان نشر بعد الحادثة بوقت قصير- إن الصحفية شذى الصباغ “قُتلت برصاص الخارجين عن القانون”.

وأضاف رجب، في البيان الذي وصل الجزيرة نت نسخة منه، أن “التحقيقات الأولية، ووفقا لشهادات الشهود، تشير لعدم تواجد قوات الأمن في نفس المكان، وإننا نؤكد على ملاحقة مرتكبي هذه الجريمة من الخارجين عن القانون وتقديمهم للعدالة”.

ولاقى بيان رجب استنكارا واسعا في الشارع الفلسطيني، سيما في توقيت صدوره، بعد أقل من 40 دقيقة على إعلان المصادر الطبية وفاة شذى. وقال نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي إن هذا البيان يُضعف موقف السلطة وجاء لتبرير الحادثة.

وكانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين نعت الصباغ، وطالبت بتشكيل لجنة حقوقية مستقلة للتحقيق في مقتلها.

وتدرس شذى الصباغ بقسم الإعلام الرقمي في جامعة القدس المفتوحة، وكانت تعمل صحفية حُرة مع عدد من وكالات الأنباء المحلية، إضافة لنشاطها في توثيق وتصوير اقتحامات قوات الاحتلال مدينة ومخيم جنين. ونشطت في مساعدة زملائها الصحفيين خلال جولاتهم في المخيم، وتقديم المعلومات والبيانات لهم بشكل يومي.

وتؤكد عائلة شذى نيتها محاكمة قاتل ابنتهم ورفع دعوى قضائية بحقه، بعد صدور نتائج التشريح المقررة لجثمانها من مركز الطب العدلي في مستشفى النجاح بمدينة نابلس اليوم الأحد.

وقالت عائلة الصباغ في بيان، إنها تنعى “الشهيدة لتي ارتقت شهيدةً برصاصة قناص من أجهزة أمن السلطة في جريمة مكتملة الأركان ارتكبتها أجهزة السلطة الأمنية في مدينة جنين”.

وحمّلت العائلة “السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية المسؤولية المباشرة عن هذه الجريمة، ونؤكد أن هذا التصعيد الخطير يعكس تحول هذه الأجهزة إلى أدوات قمعية تُمارس الإرهاب ضد أبناء شعبها بدلاً من حماية كرامتهم والوقوف في وجه الاحتلال”.

كما أكدت أن “الشهيدة شذى كانت رفقة والدتها، والدة الشهيد معتصم الصباغ، وتحمل في حضنها أطفالاً صغاراً، في حيٍّ مضاء بالكامل، وخالٍ من أي اشتباك أو تهديد أمني، وعلى الرغم من ذلك، أصرّ قناصة الأجهزة على إطلاق النار المباشر عليها، مُستبيحين دماء بريئة، ومُتناسين كل القيم الوطنية والإنسانية”.

وبينت أن “هذه الجريمة النكراء هي دليلٌ صارخ على الانحراف الخطير لأجهزة السلطة الأمنية، التي باتت توجه سلاحها نحو صدور أبناء شعبها بدلاً من مواجهة الاحتلال الغاشم. ونحن، عائلة الشهيدة الصحفية شذى الصباغ، نحمّل السلطة وأجهزتها الأمنية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة الشنيعة”.

زر الذهاب إلى الأعلى