في حادثة تعكس حجم التوترات والانقسامات داخل جماعة الحوثي، قُتل القيادي الأمني النقيب خالد محمد مهدي الضباعي خلال اشتباك مسلح أثناء تنفيذ أمر قضائي في مديرية الصافية بالعاصمة صنعاء، وفق بيان رسمي صادر عن شرطة العاصمة الخاضعة لسيطرة الجماعة.
العملية الأمنية كانت تستهدف شهاب عبد الله أحمد الجامحي، المطلوب بتهم جنائية متعددة، إلا أن الأخير بادر بإطلاق النار على القوة الأمنية، ما أدى إلى إصابة الضباعي إصابة قاتلة أثناء تأديته لمهامه. وبعد فراره إلى مديرية بني مطر غرب صنعاء، أُرسلت حملة أمنية لتعقبه، لكنه واجهها مجددًا بإطلاق النار، ما اضطر القوات للرد، وأسفر الاشتباك عن مقتله.
مصادر ميدانية مستقلة كشفت أن الحادثة لم تكن مجرد مواجهة أمنية، بل جاءت في سياق صراع داخلي متصاعد بين قيادات حوثية، على خلفية خلافات تتعلق بجمع الجبايات المالية من المواطنين بطرق غير قانونية، وسط اتهامات باستغلال النفوذ وتضارب المصالح داخل أجهزة الجماعة.
وبحسب تقارير محلية، فإن الضباعي كان قد اقتحم منزل الجامحي برفقة مجموعة مسلحة، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الطرفين، وأسفرت عن إصابة عدد من مرافقيه، في حين لا تزال تفاصيل مصير باقي أفراد القوة غير واضحة. الحادثة أثارت استياء واسعاً في أوساط القبائل والمواطنين، الذين عبّروا عن رفضهم للممارسات القمعية والانتهاكات المتكررة التي تنفذها الجماعة بحق المدنيين.
وتأتي هذه الواقعة ضمن سلسلة من الحوادث الأمنية التي شهدتها مناطق سيطرة الحوثيين مؤخراً، والتي تعكس تدهوراً متسارعاً في الوضع الأمني، وغياباً للشفافية في إدارة الملفات الأمنية والمالية، وسط تصاعد السخط الشعبي على سياسات الجماعة.
