الأخبار
أخر الأخبار

الإعلام الإيراني ينتقد أساليب المنابر العربية في تغطيتها لحرب غزة

تشن وسائل إعلام إيرانية هجوما على المنابر العربية في تغطيتها لحرب غزة، ويتضح أنها تسعى من وراء هذا الهجوم إلى عدة أهداف أولها الترويج لدعاية “المقاومة” ثم تشويه الإعلام الذي لا يتماشى مع روايتها للأحداث.

وقالت وكالة مهر الإيرانية للأنباء إنه “في الحروب والصراعات، تتعدى المواجهات حدود السلاح، لتعلو قیمة الكلمة كسلاح لا يقل أهمية. الإعلام أحد أهم أدوات الحرب النفسية، يلعب دورًا حاسمًا إما بكشف الحقائق أو بتضليل الشعوب”.

وأضافت “مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لعملية “طوفان الأقصى”، برز دور الإعلام في التصدي لآلة الحرب الإسرائيلية. بينما تعمل الدعاية الإسرائيلية وحلفاؤها على التلاعب بالحقائق ونشر الأكاذيب، وتستخدم الإعلام كسلاح معلومات في هذه المعركة”.

إيران اعتمدت منذ بداية الثورة الخمينية لتصدير ثورتها وخدمة سياساتها للهيمنة على الدول التي تهتم عن قرب بالسيطرة عليها

ويبدو أن أكثر ما يزعج الإعلام الإيراني هو توصيف “القتلة” رغم أنه مصطلح إعلامي متعارف عليه عالميا، غير أنه يريد أن يصدر صفة المقاومة على جميع وسائل الإعلام.

وقالت قناة مهر أن “مظاهر الانحياز الإعلامي للخطاب الإسرائيلي ظهر في اللغة المستخدمة في تغطيتهم للأحداث؛ حيث يُستخدم مصطلح ‘قتلى’ بدلًا من ‘شهداء’ عند الإشارة إلى ضحايا غزة ولبنان”.

وزعمت قناة العالم الإخبارية في تقرير أن “وسائل إعلامية عربية وغربية تعمل وفق أجندات معينة اتخذت من نفسها سلاحا لطرف كيان الاحتلال ضد الشعوب المظلومة، فاختزلت العدوان الإسرائيلي على البلاد العربية والإسلامية، لتصوره على أنه مجرد حرب بين “إسرائيل وحماس” أو “إسرائيل وحزب الله”، بينما الحقيقة “أعمق”.

وشنت مختلف وسائل الإعلام الإيرانية حملة على قناة العربية، وخصصت قناة “برس.تي.في” الإيرانية الناطقة بالإنجليزية تقريرا لمهاجمة القناة السعودية.

وقال التقرير إن “قناة العربية الإخبارية المملوكة للدولة في السعودية تتعاون بشكل مباشر مع الجيش الإسرائيلي من أجل تلميع صورة النظام الإسرائيلي وسط حربه الإبادة الجماعية المستمرة على قطاع غزة”.

وبثت هيئة الإذاعة والتلفزيون التابعة للنظام الإيراني التقرير، قائلة إن “القناة كانت تحاول استعادة صورة النظام من خلال استخدام تعبيرات مؤيدة لإسرائيل وتجنب المفردات التي تعكس فداحة فظائع تل أبيب في تغطيتها للحرب”. وأضافت أن “التحيز كان واضحًا في العناوين الرئيسية ومحتوى الأخبار العاجلة التي كانت تبثها القناة. وتستخدم القناة كلمة “قتلى” بدلاً من “شهداء” للإشارة إلى القتلى الفلسطينيين في الحرب، في حين تشير إلى الاحتلال والكيان الصهيوني باسم “إسرائيل” وجيش الاحتلال باسم “الجيش الإسرائيلي”.

ويبدو من أسلوب الهجوم على قناة العربية أنها تطالب المنابر العربية بمنهجية تتوافق مع المصطلحات الإيرانية وليس مع المعايير المهنية لوسائل الإعلام المعترف بها عالميا.

يبدو أن أكثر ما يزعج الإعلام الإيراني هو توصيف “القتلة” رغم أنه مصطلح إعلامي متعارف عليه عالميا، غير أنه يريد أن يصدر صفة المقاومة على جميع وسائل الإعلام

وبدا ذلك واضحا من خلال انتقادها للعربية قائلة إن “القناة كانت تحدد حماس فقط باعتبارها “حركة حماس” أو “منظمة حماس”، وتصف الأسرى الإسرائيليين بـ”الرهائن”. وأشار التقرير إلى أنه في مقابل التغطية الإيجابية، تتلقى القناة معلومات حصرية مثل تفاصيل الأخبار العاجلة من الجيش الإسرائيلي”.

واستشهد التقرير بمثال للتعاون بين العربية والجيش، حيث ذكر حالة اغتيال النظام للعميد خليل مقدح، الجناح العسكري لحركة فتح الفلسطينية، في أغسطس.

وقال التقرير إن القناة ذكرت أن مقدح كان هدف الضربة حتى قبل أن يتمكن أولئك الموجودون على الأرض من التعرف عليه، وزعم التقرير أن هذا لن يكون ممكناً إلا إذا قدم الجيش الإسرائيلي معلومات مسبقة للقناة. وفي أغسطس أيضاً، اتصلت العربية بدانيال هاجاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، مما سمح له بتوجيه الاتهامات إلى حركة المقاومة اللبنانية حزب الله بـ”استغلال الشعب اللبناني”.

ويؤكد محللون أن تركيبة الإعلام الإيراني تتمثل في دعم السياسة الإيرانية وعدم وجود أيّ مساحة ممكنة لنقد الشأن الإيراني الداخلي، سواء من معوقات التنمية العديدة الموجودة، أو حتى الوضع الاقتصادي الصعب لمعظم أفراد الشعب الإيراني، وكذلك الحال في ما يخص الشأن الخارجي.

واعتمدت إيران منذ بداية الثورة الخمينية لتصدير ثورتها وخدمة سياساتها للهيمنة على الدول التي تهتم عن قرب بالسيطرة عليها وخاصة العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين وأفغانستان.

وكانت أبرز وأهم الأذرع الإعلامية الإيرانية قناة العالم فقد سعت طهران إلى إنشاء قناة العالم الموجهة إلى العالم العربي بشكل عام وإلى العراق ولبنان بشكل خاص، واستعانت بخبرات إعلامية عربية من مختلف الجنسيات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى