تقارير
أخر الأخبار

الاحتلال الإسرائيلي يصعّد خروقاته في غزة.. ونتنياهو يهدد باستئناف الحرب

تواصلت اليوم الأربعاء، خروقات قوات الاحتلال الإسرائيلي اليومية لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط تصعيد ميداني خطير يهدد بانهيار الاتفاق الهشّ الذي دخل حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول/أكتوبر الماضي. وتشمل هذه الخروقات قصفًا جويًا ومدفعيًا، نسف منازل المواطنين، واستهداف مدارس ومراكز إيواء للنازحين، إلى جانب اعتقالات تعسفية للصيادين والمزارعين.

ويأتي هذا التصعيد في ظل تحذيرات حادة من حركة حماس والمكتب الإعلامي الحكومي بغزة، اللذين وثّقا مئات الانتهاكات والإصابات والضحايا المدنيين، مطالبين المجتمع الدولي والوسطاء بالضغط الفعلي على الاحتلال لضمان احترام الاتفاق ووقف الهجمات الممنهجة ضد المدنيين. كما شهد القطاع مؤخرًا تصريحات متشددة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مهددًا باستئناف الحرب في حال عدم تحقيق أهداف إسرائيل الأمنية، ما يضاعف المخاطر على المدنيين ويزيد من حالة القلق داخل القطاع.

القصف الجوي

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الأربعاء، عمليات القصف الجوي على مناطق متفرقة من قطاع غزة، شملت شماله وجنوبه وشرقه. وأفادت مصادر إعلامية بغزة بإصابة مواطنة وطفلها بجروح خطرة جراء قصف قرب دوار “شيرين أبو عاقلة” في بلدة بني سهيلا شرقي خان يونس جنوبي القطاع.

وشنت طائرات الاحتلال غارات على بلدة بني سهيلا شرق خانيونس، بينما استهدفت مدفعية الاحتلال مناطق شرقي المدينة، وأُطلقت غارات على مدينة رفح جنوب القطاع. وفي شماله، رُصد قصف مدفعي على منطقة الشيماء شمال مدينة بيت لاهيا.

مساء أمس الثلاثاء، أطلقت طائرات مسيرة إسرائيلية “كواد كوبتر” النار وقنابل تجاه منازل المواطنين شرق حي التفاح شمال شرقي مدينة غزة، في تصعيد جديد يهدد المدنيين والأحياء السكنية.

نسف المنازل

أقدمت قوات الاحتلال على نسف عدد من المنازل السكنية في مناطق شرقي غزة، ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى خلق واقع ميداني جديد وتهجير السكان قسريًا. وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي في بيان نشره صباح اليوم، أن عمليات النسف شملت 85 منزلاً ومنشأة مدنية، وتسببت في تدمير بنى تحتية أساسية، وهو ما يرقى إلى خرق جسيم للاتفاقيات الدولية، وقوانين الحرب.

استهداف النازحين

أول أمس الاثنين، استهدفت مسيرة إسرائيلية “كواد كابتر” مدرسة أسعد الصفطاوي ومركز إيواء النازحين في حي الدرج بمدينة غزة، ما أدى إلى إصابة أكثر من عشرة فلسطينيين، بينهم أطفال ونساء وكبار سن. وأوضح الدفاع المدني في غزة، أن المدرسة والمركز يقعان في منطقة آمنة، غير مصنفة ضمن “المناطق الحمراء أو الصفراء”.

ويواصل الاحتلال استهداف المدنيين في مناطق قريبة من الخط الأصفر المؤقت، مدعيًا محاولتهم تجاوزه، ما يفاقم المخاطر على النازحين والمزارعين في القطاع.

اعتقال الصيادين

وفي السياق البحري، اعتقلت بحرية الاحتلال صباح اليوم الأربعاء أربعة صيادين فلسطينيين في حادثين منفصلين، أحدهما قرب ميناء مدينة غزة، والآخر قبالة بحر الزوايدة وسط القطاع. وأكد اتحاد لجان الصيادين بغزة، في تصريحات إعلامية أن هذه الاعتقالات جزء من سياسة ممنهجة لاستهداف قطاع الصيد وحرمان آلاف العائلات من مصدر رزقها الرئيسي.

ومن بين الصيادين الأربعة، تم الإفراج عن أحدهم بعد فترة وجيزة، وعاد إلى بر غزة سباحةً، فيما لم يُفرج عن الصيادين الثلاثة الآخرين. وأوضح الاتحاد أن الجيش الإسرائيلي يطلق بين الحين والآخر النار وقذائف قرب مراكب الصيد على طول الساحل، ويعتقل صيادين بشكل مستمر، وذلك منذ ما قبل اتفاق وقف إطلاق النار وحتى بعد سريانه.

خروقات يومية

تواصل قوات الاحتلال انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، الذي دخل حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول/أكتوبر. ووفق المكتب الإعلامي الحكومي، بلغ عدد الخروقات 393 خرقًا موثقًا منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ.

وتنوعت الاعتداءات بين 113 عملية إطلاق نار مباشر على المواطنين والمنازل والأحياء السكنية وخيام النازحين، و17 عملية توغل نفذتها آليات الاحتلال داخل المناطق السكنية والزراعية، و174 عملية قصف واستهداف بري و جوي ومدفعي.

أسفرت هذه الخروقات عن استشهاد 279 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 652 آخرين بجروح متفاوتة، بينهم أطفال ونساء وكبار سن. كما تم اعتقال 35 مواطنًا بشكل تعسفي خلال عمليات التوغل والاقتحام، وفق المكتب الإعلامي الحكومي.

وأكد المكتب أن هذه الانتهاكات تؤكد إصرار الاحتلال على تقويض الاتفاق وخلق واقع ميداني دموي يهدد الأمن والاستقرار في القطاع، محملاً الاحتلال المسؤولية الكاملة عن التداعيات الإنسانية والأمنية، ومطالبًا المجتمع الدولي بالضغط الفعلي على إسرائيل لضمان الالتزام ببنود الاتفاق.

الواقع الدولي

أكد تقرير لصحيفة ناشيونال بوست الكندية أن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة يبدو اليوم “مجرد حروف على ورق”، في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية اليومية على المدنيين والأحياء السكنية. وأشار التقرير إلى حي الشجاعية، حيث لا تزال كيلومترات من أنقاض الخرسانة والفولاذ الملتوي تفصل غزة عن “إسرائيل”، ما يعكس حجم الدمار الذي يعانيه السكان المدنيون.

وأضاف التقرير أن استمرار إطلاق الذخيرة الإسرائيلية والتهديدات اليومية يؤكد هشاشة الاتفاق وغياب آليات فعالة لفرض التهدئة، داعيًا المجتمع الدولي والوسطاء إلى التحرك العاجل لممارسة ضغط على إسرائيل لضمان الالتزام ببنود الاتفاق وحماية المدنيين في القطاع

تهديد نتنياهو

في موازاة ذلك، هدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء امس الثلاثاء بـ”استكمال الحرب في كل الجبهات”. وقال خلال فعالية في القدس المحتلة: “نحن عازمون على استكمال الحرب في كل الجبهات، بما في ذلك نزع سلاح حركة حماس وتجريد قطاع غزة من السلاح، لضمان ألا تمثل خطراً مجددًا.”

ردود الفعل الدولية

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال لقائه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في البيت الأبيض، إن هناك أمانًا أكبر في قطاع غزة مقارنة بالماضي، مشيرًا إلى تسليم رفات مزيد من الرهائن الإسرائيليين، وفق المرحلة الأولى من خطته لوقف الحرب، التي تبناها مجلس الأمن الدولي مؤخرًا.

كما دعا المكتب الإعلامي الحكومي والدول الوسطاء ومجلس الأمن الدولي إلى التحرك الجاد والفاعل لوقف هذه الانتهاكات، وإلزام الاحتلال بالالتزام الصارم ببنود اتفاق وقف إطلاق النار والبروتوكول الإنساني، بما يضمن حماية المدنيين ووضع حد للانتهاكات المتصاعدة.

زر الذهاب إلى الأعلى