الريال اليمني يقفز بشكل غير مسبوق مع إطلاق المعبقي المرحلة الثانية من خطة الاستقرار النقدي

في تحول اقتصادي مفاجئ، شهدت العاصمة المؤقتة عدن مساء السبت قفزة تاريخية في سعر صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، حيث تراجع سعر الدولار من 1632 ريالًا صباحًا إلى 1332 ريالًا مساءً، فيما انخفض الريال السعودي من 428 إلى 310 ريالات، في واحدة من أسرع التحولات التي عرفها السوق النقدي اليمني منذ سنوات.
هذا التحسن اللافت جاء بالتزامن مع إعلان محافظ البنك المركزي اليمني، أحمد المعبقي، بدء المرحلة الثانية من خطة خفض سعر الصرف، والتي تستهدف الوصول بسعر الدولار إلى 300 ريال، تنفيذًا لتوجيهات رئيس الوزراء الدكتور سالم بن بريك، ضمن برنامج حكومي شامل لتعزيز الاستقرار النقدي وتحسين القوة الشرائية للمواطنين.
المعبقي أوضح أن المرحلة الثانية تأتي بعد نجاح المرحلة الأولى التي ساهمت في كبح تذبذب أسعار الصرف وإعادة التوازن للسوق، مشيرًا إلى استمرار البنك في تنفيذ سلسلة من التدابير الاقتصادية والرقابية للحد من المضاربة على العملة وحماية السوق المالية.
في المقابل، أثارت القفزة المفاجئة في سعر الريال جدلًا واسعًا بين الخبراء والمراقبين، حيث اعتبرها البعض نتيجة لتدخلات مباشرة من البنك المركزي، تشمل ضخ كميات كبيرة من العملة الصعبة في السوق، أو توزيع مساعدات مالية خارجية، بينما حذر آخرون من أن هذا التحسن قد يكون مؤقتًا، ما لم تُعالج الأسباب الهيكلية لأزمة العملة، مثل ضعف الإيرادات العامة واستمرار الانقسام السياسي.
في ظل هذه التطورات، تتجه الأنظار إلى البنك المركزي والحكومة اليمنية لمراقبة مدى استدامة هذا التحسن، وسط آمال بأن تكون هذه الخطوة بداية فعلية لانفراج اقتصادي طال انتظاره، لا مجرد موجة مؤقتة تسبق تصعيدًا جديدًا في سوق الصرف.