شهدت مدينة إسطنبول التركية، يوم أمس السبت، انطلاقة قوية لأعمال “الحملة الدولية لمناصرة السودان”، والتي أسسها نخبة من النشطاء الإعلاميين والسياسيين والحقوقيين العرب والسودانيين، بهدف كسر حاجز الصمت الدولي تجاه الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، وحشد الدعم الشعبي والرسمي لوحدة السودان ومؤسساته الوطنية، وتأتي هذه الحملة في وقت حساس يتزايد فيه الزخم الدولي المطالب بوقف التدخلات الخارجية التي تغذي الصراع المستمر منذ أبريل 2023.
وقد تزامنت هذه الانطلاقة الشعبية مع تحركات دبلوماسية مكثفة قادها رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، حيث أجرى جولة خارجية شملت زيارة هامة إلى العاصمة التركية أنقرة يوم الخميس 25 ديسمبر، بدعوة من الرئيس رجب طيب أردوغان، وبحث الزعيمان سبل تعزيز التعاون الدفاعي والاقتصادي، وأكد أردوغان خلالها التزام بلاده الثابت بدعم سيادة السودان ووحدة ترابه، واصفاً العلاقات بين البلدين بأنها استراتيجية وتاريخية ولن تتخلى تركيا عن مساندة الشعب السوداني في محنته.
وتعد محطة أنقرة حلقة ضمن سلسلة زيارات قام بها البرهان خلال الأيام الماضية، شملت كلاً من المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، حيث هدفت هذه الجولات إلى بناء “جبهة دعم دولية” صلبة لمواجهة المخططات التي تستهدف تقسيم البلاد، وقد أثمرت هذه التحركات عن توافق كبير في الرؤى، حيث جددت القاهرة والرياض تأكيدهما على أن استقرار السودان يعد “خطاً أحمر” للأمن القومي العربي والإقليمي، مع التشديد على ضرورة إنهاء التمرد والحفاظ على مؤسسات الدولة الرسمية.
وفي السياق الميداني والإنساني، تأتي هذه التحركات وسط تقارير عن نجاحات يحققها الجيش السوداني في عدة جبهات، لاسيما في كردفان ومحيط الفاشر، فيما تواصل الحكومة السودانية مساعيها الدبلوماسية في أروقة الأمم المتحدة، حيث قدمت مبادرة شاملة لوقف الحرب وعرضتها على مجلس الأمن الدولي، معلنة استعدادها للانخراط في أي جهود سلمية تضمن خروج القوات المتمردة من الأعيان المدنية والمدن، وتضع حداً للمعاناة الإنسانية التي خلفت ملايين النازحين واللاجئين.
ومن المقرر أن تستمر فعاليات الحملة الدولية التي انطلقت من إسطنبول عبر سلسلة من الندوات القانونية والوقفات الاحتجاجية في عدة عواصم عالمية، لتسليط الضوء على الانتهاكات الجسيمة التي تمارسها “قوات الدعم السريع” والجهات الخارجية الداعمة لها، والضغط على المجتمع الدولي لاتخاذ مواقف أكثر حزماً في تصنيف القوى التي تعرقل مسار السلام والاستقرار في السودان.







