الأخبار
أخر الأخبار

الفصائل المسيطرة على حلب تحظر التجوال وتشكل إدارة عسكرية – مدنية

قالت مصادر سورية في حلب لـ “الشرق”، الأحد، إن الفصائل المسلحة التي سيطرت على المدينة، فرضت حظراً للتجول، وشكلت إدارة “عسكرية- مدنية” في أحياء مدينة حلب شمالي سوريا، بينما نفذ الطيران الحربي السوري، غارات جوية على معاقل تلك الفصائل في ريفي حلب وإدلب، حسبما نقل التلفزيون السوري الرسمي.

وقال مصدر عسكري سوري لوكالة الأنباء الرسمية، الأحد، إن وحدات من الجيش السوري، عززت خطوطها الدفاعية بمختلف الوسائط النارية والعناصر والعتاد، في ريف حماة، التي أعلنت الفصائل المسلحة التقدم باتجاهها.

وكانت السلطات السورية، اعترفت بخسارة أجزاء واسعة من مدينة حلب، بعد دخول الفصائل المسلحة إلى عدد من أحيائها، فيما قالت وزارة الدفاع السورية في بيان، إن قواتها انسحبت في وقت سابق بهدف “تدعيم خطوط الدفاع لامتصاص الهجوم، والمحافظة على أرواح المدنيين والجنود”.

وفرضت “هيئة تحرير الشام” حظراً للتجول في حلب، يبدأ بحلول الخامسة مساءً بالتوقيت المحلي لسوريا (3 مساءً بتوقيت جرينتش)، مشيرة إلى أنها ستتمكن من استئناف الخدمات الأساسية في المدينة خلال أيام، مع إغلاق المؤسسات المدرسية والجامعات.

ومنذ سيطرة “هيئة تحرير الشام” على حلب، غادر الآلاف من السكان المدينة، وفق تأكيدات مصادر محلية لـ”الشرق”، مع تصاعد المخاوف من قصف جوي للجيش السوري، أو تنفيذ حملة عسكرية مضادة.

ووفق المصادر المحلية، فإن هناك مخاوف من حملات تفتيش تطال المنازل واعتقالات واسعة، مع انتشار أنباء لجوء العشرات من جنود الجيش السوري إلى الاختباء في منازل مدنيين، عقب سيطرة الفصائل المسلحة على المدينة.

الأسواق والخدمات الأساسية

وأشارت المصادر المحلية التي تواصلت “الشرق” معها، إلى أن أسواق حلب، شهدت موجة شراء كثيفة جداً، مع توافد السكان إلى الأسواق لشراء المواد الغذائية والسلع الأساسية مثل الخبز والبيض والأجبان.

ولفتت المصادر، إلى أن الفصائل المسلحة “وعدت بتشغيل الأفران بحلول الاثنين، بعد انقطاع إمدادات الدقيق والمازوت”، إذ أن الأفران في سوريا إما مملوكة للحكومة أو تعمل بإشراف حكومي وتصلها إمدادات من الوقود والطحين بأسعار مدعمة.

وأوضحت المصادر، أن الفصائل المسلحة التي سيطرت على حلب وعدت السكان بإتاحة الخضراوات والمواد الغذائية “قريباً”، بعد أن تفتح الطرق بين حلب والأرياف التي تسيطر عليها.

وبالنسبة لمحطات الوقود، فقد عادت للعمل لتعبئة البنزين دون كمية محدودة بسعر 22 ألف ليرة سورية (ما يعادل 1.5 دولار أميركي تقريباً) للتر الواحد وهذا هو السعر المحدد حكومياً في باقي البلاد، كما ظهرت سوق سوداء يباع فيها اللتر الواحد بسبعة دولارات، حيث تشهد سوريا أزمة وقود، فيما تستهلك حلب مخزونها الاحتياطي حالياً.

وتتوفر الكهرباء لفترات طويلة في حلب، إذ أنها مغذاة من الشبكة السورية العامة، ربما من فائض الكمية المعتادة، بعد توقف معامل المدينة الصناعية.

وتعد حلب عاصمة سوريا الاقتصادية، وفيها أكبر المدن الصناعية، مثل مدينة الشيخ نجار، التي تم إعادة تشغيلها بعد سيطرة القوات الحكومية على حلب في عام 2017.

كما أنها كانت تحتضن استثمارات بملايين الدولارات قبل الحرب في عام 2011، إذ تشغل 250 ألف عامل والآن تشغل أكثر من 70 ألف عامل وفيها معامل أدوية و صناعات ثقيلة، بحسب تقديرات حكومية.

غارات جوية روسية

ميدانياً، نقلت وكالة “رويترز”، عن مصادر أمنية تركية، الأحد، أن فصيلاً مسلحاً سورياً مدعوماً من تركيا، يسمي نفسه “الجيش الوطني السوري”، منع محاولة جماعات كردية إقامة ممر يربط منطقة تل رفعت بشمال شرق سوريا.

وأضافت المصادر التركية، أن “جماعات مسلحة كردية، من بينها حزب العمال الكردستاني، ووحدات حماية الشعب الكردية السورية، سعت لاستغلال انسحاب قوات الحكومة السورية من بعض المناطق في شمال البلاد، لتوسيع مناطق سيطرتها”.

وشن الطيران السوري والروسي، غارات جوية على معاقل الفصائل المسلحة في ريفي حلب وإدلب، فيما شدد وزير الخارجية السوري بسام صباغ، الأحد، على أن بلاده “ستواصل حربها لمكافحة الإرهاب، والعمل على استعادة الأمن والاستقرار وصون وحدة وسيادة سوريا”.

وجاءت تصريحات الوزير خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفنزويلي، إيفان هيل، بحثا التطورات الأخيرة في شمال سوريا.

وقال الجيش السوري، مساء السبت، إن قواته تتصدى لهجوم الفصائل المسلحة في عدة مناطق بشمال غرب البلاد، مؤكداً أنه سيتم قريباً “الانتقال إلى الهجوم المضاد لاستعادة جميع المناطق وتحريرها من هذه الفصائل”.

وقالت القيادة العامة للجيش السوري، في بيان: “ما زالت التنظيمات المسلحة تواصل عبر كافة منصاتها بث الأخبار الكاذبة في سياق حرب إعلامية منسّقة تستهدف التأثير في معنويات شعبنا وجيشنا الباسل، مستغلةً الأحداثَ الميدانية الأخيرة التي وقعت في مدينة حلب”.

واشنطن تنفي صلتها

متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، قال، في وقت سابق، إن واشنطن “تراقب الوضع عن كثب في سوريا”، وإنها تواصلت مع العواصم الإقليمية خلال الـ48 ساعة الماضية، مشدداً على أنه “لا علاقة للولايات المتحدة بهذا الهجوم”.

واعتبر المتحدث الأميركي شون سافيت، أن رفض حكومة بشار الأسد “الانخراط في العملية السياسية، واعتمادها على روسيا وإيران تسبب في الظروف التي تتكشف الآن، بما في ذلك انهيار خطوط (الجيش السوري) في شمال غرب سوريا”.

وذكر المتحدث أن “الولايات المتحدة لا علاقة لها بهذا الهجوم الذي تقوده هيئة تحرير الشام”، والتي تصنفها واشنطن “منظمة إرهابية”.

ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إلى العاصمة السورية دمشق، في وقت لاحق من الأحد، قبل زيارة تركيا المقررة، الاثنين.

وأفادت وسائل إعلام إيرانية رسمية، السبت، بأن وزيري خارجية إيران وروسيا أعربا عن دعمهما لحكومة سوريا، في أعقاب هجمات الفصائل المسلحة في شمال غربي البلاد.

واعتبرت طهران، أن الهجمات “جزء من خطة إسرائيلية أميركية لزعزعة استقرار المنطقة”.

وبحسب بيان صادر عن الخارجية الروسية، بشأن اتصال هاتفي بين وزيري خارجية روسيا وإيران، فقد أعرب الوزيران عن “القلق البالغ إزاء التصعيد الخطير للوضع في سوريا بسبب الهجوم الإرهابي الذي تشنه الجماعات المسلحة في محافظتي حلب وإدلب”.

واتفق الوزيران على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة الرامية إلى استقرار الوضع في سوريا.

زر الذهاب إلى الأعلى