الأخبار المحليةتقارير
أخر الأخبار

مليارات زكاة اليمنيين لجنوب لبنان والشعارات لغزة

تقرير خاص

في ظل الأزمة الإنسانية الطاحنة التي تعيشها غزة تحت القصف والحصار، تتصاعد الاتهامات تجاه جماعة الحوثي في اليمن التي رفعت شعار “نصرة غزة” منذ بداية الحرب، بخذلان القطاع المنكوب في الوقت الذي صارت فيه غزة بأمس الحاجة للمساعدات العاجلة، بينما يفتخر مسؤولو ما يعرف بـ ” هيئة الزكاة” بإرسال ملايين الريالات إلى ميليشيات حزب الله في جنوب لبنان، وعجزوا عن إرسال مساعدات غذائية لأهالي القطاع المنكوب.

هذه التناقضات طرحت أسئلة كبيرة حول مدى جدية النصرة المعلنة، وهل تحولت قضية غزة إلى سلعة سياسية ومصدر للتلميع والاستقطاب الإقليمي؟

وأين غزة؟

وفقاً لرئيس هيئة الزكاة التابعة للحوثيين، فإن الجماعة قامت بتحويل 3 مليار ريال يمني أبريل الماضي إلى حلفائها في جنوب لبنان في أوج الحرب، بينما اقتصر دعمهم لغزة على بيانات التنديد والخطب الحماسية، الصحفي خالد الخولاني يعلق قائلا “الحوثيون يستثمرون في التحالفات الإستراتيجية مع إيران وحزب الله أكثر من اهتمامهم بغزة والأموال تذهب إلى ميليشيات لبنانية لتعزيز النفوذ الطائفي ، بينما غزة تُترك للمجاعة والإبادة وهم قادرون على فعل نفس الشيء، والى اللحظة هناك تحركات مالية مشبوهة عبر شركات وهمية وطرق غير مباشرة لتمويل حزب الله بينما غزة ليست في جدول حساباتهم لأنها قضية للمتاجرة والاستهلاك الداخلي ليس أكثر.”

لم يصل رغيف واحد

ورغم الادعاءات الحوثية بالوقوف إلى جانب أهل غزة، فإن المجاعة التي يعيشها أهل القطاع أظهرت بحسب محللين عدم جدية ما يعرف ب” محور المقاومة” في تقديم عون حقيقي لملايين المحاصرين في قطاع غزة، في الوقت الذي تدفقت فيه المساعدات من دول عربية تصفها إيران وميليشياتها بالدول ” الصهيونية”.

ويرى خبراء أن جماعة الحوثي تستغل قضية غزة لتعزيز شرعيتها السياسية وكسب التعاطف الشعبي العربي، بينما تحركها أجندات إقليمية مرتبطة بإيران، وأن القضية الفلسطينية ماهي إلا ورقة ضغط في الصراعات الإقليمية حيث يقدم الحوثيون أنفسهم مدافعين عن غزة، لكنهم في الواقع يجنون الأموال الطائلة باسمها، ويقول الناشط علي الزهري : “لا يوجد دليل على أن الحوثيين قدموا دعمًا ملموسًا لغزة وكل ما نراه هو عنتريات فارغة وصواريخ لم تقتل أحدًا، وتهديد للملاحة الدولية جلب للحوثيين ملايين الدولارات، وخطابات إعلامية لتحسين صورتهم البشعة”

ردود الأفعال والتداعيات

وتسبب “مجاعة غزة” بغضب واسع على منصات التواصل، حيث هاجم نشطاء ماوصفوه بـ “ازدواجية المعايير” لدى الحوثيين، بينما اتهم آخرون جماعة الحوثي بالتواطؤ مع الكيان لتدمير اليمن بذريعة نصرة غزة .

حيث كتب ناشط يدعى أكرم النزيلي على صفحته في منصة إكس تغريدة قال فيها “نحن ندعم غزة بكل الوسائل التي تسمح لنا بها ايران، ولكن الأولوية هي للألغام والصواريخ والبارود وليس للغذاء، نحن أنصار ايران نستطيع ادخال السلاح للقطاع المحاصر، ولكننا لا نعرف كيف ندخل الدقيق والماء”

وكتب المغرد “إبراهيم السلمي” قائلًا ” مع تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة ووصولها إلى مستويات غير مسبوقة من الجوع والدمار، هل “نصرة غزة” مجرد كذبة لمحور المقاومة”؟

وأضاف :” البيانات والتصريحات وحدها لا تطعم جائعاً، ولا توقف قصفاً، والأرقام تشير إلى أن الملايين ذهبت من اليمن إلى غير غزة، بينما الأطفال في القطاع يموتون تحت أنقاض البيوت أو من الجوع، القضية الفلسطينية تستحق أكثر من أن تكون مجرد ورقة في طموحات الفرس وميليشياتهم”.

زر الذهاب إلى الأعلى