قال رئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد برنياع إن أي اتفاق مستقبلي بشأن وقف إطلاق النار مع جماعة “حزب الله” في لبنان، يجب أن يشمل أيضاً صفقة أسرى مع حركة “حماس” الفلسطينية في قطاع غزة، بحسب ما نقله موقع “والا” الإسرائيلي عن مسؤول أميركي ومصدر آخر مطلع.
ونقل الموقع عن مصادر قولها إن برنياع أفاد بهذه التصريحات لمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) وليام بيرنز، ما يمثل تغييراً في موقف إسرائيل، التي حاولت في الأشهر الأخيرة الفصل بين ترتيب لتهدئة الوضع على الحدود الشمالية مع لبنان ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وبحسب الموقع الإسرائيلي، فإن “حزب الله” غير موقفه هو الآخر في الأيام الأخيرة، فبعد أشهر من إعلانه ارتباط وقف القتال على الحدود مع إسرائيل بإنهاء الحرب على غزة، يشير كبار أعضاء الجماعة الآن إلى أنهم سيكونون مستعدين لوقف إطلاق نار لا علاقة له بالوضع في غزة.
وأسفرت العملية العسكرية التي بدأتها إسرائيل في لبنان عن سقوط المئات ونزوح أكثر من مليون آخرين، وسط مخاوف في الإدارة الأميركية من تطور “العملية المحدودة” في لبنان إلى صراع أوسع نطاقاً وأطول أمداً، وتعثر جهودها في التفاوض تماماً مثل ما حصل في مفاوضات وقف النار في غزة.
تغير الموقف الأميركي
الموقع الإسرائيلي أشار إلى أن الولايات المتحدة أيضاً التي كانت تتحدث سابقاً عن جهود مكثفة لمنع هجوم إسرائيلي على لبنان، باتت الآن تتحدث عن اتفاق إسرائيلي- أميركي على أنه في هذه المرحلة لا ينبغي اتخاذ أي إجراء لوقف إطلاق النار في لبنان، وأن العملية البرية “المحدودة” التي ينفذها الجيش الإسرائيلي يجب أن تكتمل أولاً لتحقيق هدفها المزعوم المتمثل في “تدمير البنية التحتية لحزب الله في المنطقة الحدودية مع إسرائيل”.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، الثلاثاء: “ندعم العملية البرية الإسرائيلية في جنوب لبنان من أجل تقويض البنية التحتية لحزب الله، وحتى يمكن التوصل إلى تسوية دبلوماسية”.
استراتيجية الخروج من لبنان
ونقل “والا” عن مصادر مطلعة قولها إن المحادثات بين إسرائيل والولايات المتحدة بدأت في طرح أفكار حول الشكل الذي ستبدو عليه استراتيجية الخروج من الحرب في لبنان، بعد انتهاء العملية البرية في جنوب لبنان وكيفية الضغط على “حزب الله”، للتوصل إلى صفقة أسرى في غزة.
وقال مسؤول أميركي رفيع إن رئيس الموساد “أثار القضية في الأيام الأخيرة مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بيل بيرنز وغيره من كبار المسؤولين الأميركيين”، موضحاً أن على إسرائيل والولايات المتحدة الاتفاق على وقف لإطلاق النار في لبنان فقط، إذا تضمن اتفاقاً لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة.
ويرى رئيس الموساد أنه بهذه الطريقة سيكون من الممكن دفع “حزب الله” وإيران وعناصر أخرى في المنطقة لممارسة ضغوط إضافية على زعيم حركة “حماس” يحيى السنوار، للموافقة على صفقة الأسرى المطروحة على الطاولة.