أقرّت قوات النظام السوري، اليوم الخميس، بخسارتها مدينة حماة الاستراتيجية، رابع كبرى مدن البلاد، بعد وقت قصير من إعلان فصائل معارضة دخولها إلى أحيائها لأول مرة منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011.
وقال جيش النظام السوري، في بيان، إنه “خلال الساعات الماضية ومع اشتداد المواجهات” تمكنت المعارضة “من اختراق محاور عدة في المدينة ودخولها”، مضيفا “حفاظا على أرواح المدنيين، قامت الوحدات العسكرية المرابطة فيها بإعادة الانتشار والتموضع خارج المدينة”.
في غضون ذلك، سيطرت الفصائل على سجن حماة المركزي وأطلقت سراح المعتقلين. وقال مراسل “العربي الجديد” إن حوالي 3000 سجين جرى إطلاقهم.
كما أعلنت إدارة العمليات العسكرية التابعة للمعارضة عن السيطرة على مطار حماة العسكري وعلى جبل زين العابدين، أبرز معقل لنظام بشار الأسد في المدينة. وأفاد مراسل “العربي الجديد” بأن إدارة العمليات العسكرية في غرفة “ردع العدوان” حررت معتقلين سياسيين من مطار حماة العسكري.
على صعيد آخر، أفادت وسائل إعلام سورية بانقطاع الاتصالات في حلب بسبب المواجهات.
وقال المقدم حسن عبد الغني، الناطق باسم إدارة العمليات العسكرية: “حماة الفداء دخلها حافظ الأسد بالدبابات وسلبها من أهلها، واليوم دخلناها بالدبابات ونعيدها لأهلها”.
وكان مراسل “العربي الجديد” قد أفاد في وقت سابق بأن “نظام الأسد بدأ بنقل الطائرات الحربية من مطار حماة العسكري إلى مطار الشعيرات، شرق حمص، بعد تقدم فصائل إلى أطراف المطار”.
وفي أول تعليق له، قال زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمّد الجولاني إنه “لا ثأر” بعد دخول الفصائل المعارضة الى مدينة حماة. وفي مقطع فيديو مقتضب نشرته إدارة عمليات الفصائل على تطبيق “تليغرام”، خاطب الجولاني أهالي المدينة “أبشّركم أن إخوانكم المجاهدين الثوار بدأوا بالدخول الى مدينة حماة لتطهير ذاك الجرح الذي استمر في سورية لمدة 40 عاما”. وأضاف “أسال الله عز وجل أن يكون فتحا لا ثأر فيه، بل فتحا كله رحمة ومودة”.
وفي وقت سابق من اليوم، أكدت إدارة العمليات العسكرية لدى غرفة عمليات “ردع العدوان” توغل فصائل المعارضة السورية داخل أحياء مدينة حماة، وسط سورية، بعد معارك دامية مع قوات النظام السوري والمليشيات المدعومة من إيران أسفرت عن وقوع عشرات القتلى والجرحى.
وقالت إدارة العمليات العسكرية في بيانٍ لها، صباح اليوم الخميس، إن قواتها بدأت بالتوغل داخل أحياء مدينة حماة “بعد معارك دامية مع قوات نظام الأسد والمليشيات المدعومة من إيران، أسفرت عن وقوع عشرات القتلى والجرحى”.
وأكدت مصادر عسكرية عاملة لدى إدارة العمليات العسكرية لـ”العربي الجديد”، أن فصائل “ردع العدوان” تمكنت من السيطرة، فجر اليوم الخميس، على “اللواء 66 – صواريخ” على أطراف حماة الشرقية، وبدأت بالتوغل داخل أحياء المدينة من الجهتين الشمالية والشرقية، وسيطرت على حي الأربعين وجسر المزارب، كما سيطرت على بلدة أرزة الاستراتيجية، تزامنا مع انسحاب جماعي لقوات النظام والمليشيات الإيرانية من معظم أحياء المدينة المتقدمة.
وأشارت المصادر إلى أن عدد قتلى قوات النظام والمليشيات المدعومة من إيران بلغ خلال الـ24 ساعة الأخيرة أكثر من 100 قتيل، بينهم ضباط برتب عالية من “الفرقة 25 مهام خاصة” و”الحرس الجمهوري”، بالإضافة إلى أسر ضباط آخرين، في حين بلغ عدد الآليات العسكرية التي دمرتها طائرات “شاهين” المُسيّرة أكثر من 35 آلية، بينها دبابات ومدافع وراجمات صواريخ معظمها متمركزة على جبل زين العابدين.
ولفتت المصادر إلى أن الطائرات الحربية الروسية نفذت، صباح اليوم الخميس، غارات جوية استهدفت حي الأربعين في الجهة الشمالية من مدينة حماة، بالتزامن مع غارات جوية لطائرات النظام الحربية استهدفت أطراف المدينة في ظل عمليات تقدم مستمرة لفصائل “ردع العدوان” داخل الأحياء ومواجهات مباشرة مع قوات النظام والمليشيات المساندة لها.
إسقاط طائرة مروحية وإعطاب أخرى فوق مطار حماة
إلى ذلك، أعلنت إدارة العمليات العسكرية إسقاط طائرة مروحية وإعطاب طائرة أخرى جراء استهدافهما فوق مطار حماة العسكري، بالتزامن مع عمليات تقدم للفصائل داخل أحياء المدينة.
وقالت مصادر إعلامية من إدارة العمليات العسكرية لـ”العربي الجديد”، إن قوات المعارضة استهدفت طائرتين مروحيتين من نوع “هليكوبتر” فوق مطار حماة العسكري، مؤكدةً أن إحداهما سقطت، والثانية تم إعطابها، ما اضطرها إلى الهبوط داخل مطار المدينة الذي انطلقت منه.
وأشارت المصادر إلى أن فرق الإطفاء لدى قوات رئيس النظام بشار الأسد توجهت إلى المطار عقب الاستهداف مع وصول عدة سيارات إسعاف، موضحةً أن الطائرتين كانتا تحملان على متنهما ضباطا بهدف تأمين انسحابهم إلى مطار اسطامو بريف محافظة اللاذقية، شمال غربي سورية.
وبينت المصادر أن استهداف الطائرتين جاء بعد اقتراب قوات المعارضة من مطار حماة العسكري بعد التوغل داخل أحياء المدينة، والسيطرة على حي الأربعين وجسر المزارب وجبرين والصواعق وعين الباد، بالإضافة إلى فرض سيطرتها على قرى أرزة والشيحة وتلة الشيحة وشرعايا وكفر الطون، قرب مدينة حماة، في ظل عمليات تقدم مستمرة باتجاه حي القصور في وسط المدينة.
وفي وقت سابق، لفتت المصادر إلى أن المعارضة استهدفت بشكلٍ مكثف قوات النظام والمليشيات الإيرانية المتحصنة في جبل زين العابدين وبلدة قمحانة عند مدخل مدينة حماة الشمالي، مؤكدةً أن جزءا كبيرا من القوات المنتشرة على الجبل انسحبت إلى داخل الأحياء، والجزء الآخر لا يزال شبه محاصر على أحد سفوح الجبل، في ظل استهداف مُسيّرات “شاهين” للتجمعات والآليات العسكرية.