الهجري.. صوت الشعب القوي!

بقلم :صدام الحريبي
ليكن وطننا الأغلى والعمل على إنقاذه هو هدفنا، لنحب هذا الوطن ولنضحي من أجله، ولندعم كل من يحبه ويحترمه ويعمل على تحريره أي كان، من أجل تحقيق هدف الشعب الأسمى في ظل وطن آمن ومستقر وقوي.
ففي الوقت الراهن، تتشابك المصالح وتُخرس الأصوات الصادقة تحت ركام المجاملات السياسية، وفي ظل ذلك، يبرز قائد مدني بملامح يمنية بسيطة ينهكها الواقع ويقوّيها الأمل، قائد معجون بمعاناة الناس، ذرعت أقدامه سهول ووديان وصحاري وسواحل وقرى هذا الوطن الجريح، يبرز هذا القائد ليقارع أعتى الأنظمة الطائفية والإرهابية في هذا العالم وأمام الجميع.
ظهر البرلماني عبدالرزاق الهجري نائب الشعب كصوت يمني قوي لا يخشى قول الحقيقة، ولا يتردّد في مواجهة أعداء الوطن.
في مؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وقف الهجري وقفة رجل دولة لا يعرف التردّد، وقالها بملء صوته وبحزم لا يقبل اللبس: إن إيران هي من تدعم جماعة الحوثي الإرهابية لقتل أبناء اليمن، وهذا الدعم يجب أن يُدان بكل وضوح وصراحة.
لم يساير الهجري الكلمات، ولم يجامل تحت أي مسمى تستغله طهران لتبرير جرائمها في حق الشعوب العربية والإسلامية وعلى رأسها الشعب اليمني.
ما قاله الهجري كان تعبيرا نقيا عن الوجع اليمني المتراكم، وعن دماء الأطفال والنساء والرجال التي سُفكت برصاص ودعم وتمويل وتسليح إيراني، وحين حاول مندوب إيران في المؤتمر التهرّب من المسؤولية، جاء رد الهجري كالصفعة السياسية الصاعقة: دعم إيران للحوثي ليست تهمة نرميها جزافا، بل حقيقة يشهد بها الواقع وتقر بها الوقائع.
لم يكتفي الهجري بذلك، بل فضح التضليل الذي حاول المندوب الإيراني تمريره، مؤكدا أن الشعب اليمني بريء من هذه الجماعة الطائفية، وأن من يقف مع جماعة الحوثي الإرهابية هي إيران، أما الشعب اليمني فلا يعرف عنها إلا أنها قتلته ودمّرت وطنه.
موقف الهجري الشجاع نال احترام اليمنيين على اختلاف مشاربهم، فقد تلاقت كلمات الهجري مع ضمير الوطن، ولذلك وجد تأييدا نادرا من الإصلاحي والمؤتمري والناصري والاشتراكي، وكل من يؤمن بأن اليمن لم ولن يكون تابعا لأجندات طائفية دخيلة.
ما يميّز الهجري ليست بلاغته ووضوحه، بل صدقه، فحين يتحدّث ينصت له الجميع، فاليمنيون يحبوه والأكثر يجمع عليه، لأنه يتحدّث من قلب اليمن ومن خيمة المعاناة، ومن رحم المأساة التي يعيشها كل يمني بسبب المشروع الحوثي الإيراني، وهذا ليس الموقف الأول له، بل هو امتداد لمسيرة مواقف وطنية ثابتة، وتتذكرون كلمته في آخر جلسة عقدها مجلس النواب في عدن، وإلى جانب ذلك استطاع رفقة الشرفاء من كل الأحزاب والتكتلات تشكيل حلف سياسي قوي يجمع شمل اليمنيين تحت مظلة الوطن والدولة.
ولذا فإنه حُق لهذه الشخصية أن نطلق عليها “نائب الشعب”.
لسنا في مهمة تلميع الهجري، فلا هو تاجر، ولا مسؤول رفيع في الدولة، ولا يمتلك سوى بذلة رسمية ونظّارة، وهم وطن وهدف وفكرة، وكلمات تترجم ذلك بلغة العقل والقلب، وحتى وإن كان الهجري يمتلك المال ووو، فليس كل من ينصف الناس هدفه سيء، ونحن أصلا لا نرتضي أن نسقط من أجل ذلك.
وهذه دعوة لكل القادة السياسيين وغيرهم أن يسجّلوا مثل هذه المواقف، وسيلتف الشعب حولهم بكل أطيافه، فمن يخدم هذا الوطن، سنحييه ونشيد به كائنا من كان، وكل من يسيء له، وضعناه تحت أقدام أبناء هذا الشعب.