مقالات

‏الوطن يستحق تصالحكم!

بقلم “صدام الحريبي

يتألّم التنظيم الناصري في اليمن مما تعرّض له في ١٩٧٩م، كما يتألّم الحزب الاشتراكي مما تعرّض له عام ١٩٩٤، في حين يتألم الإصلاح كذلك مما تعرّض له في مطلع الألفين، والمؤتمر مما حدث في ثورة في ٢٠١١م كما يتألّم السلفيّون مما تعرّضوا له في دمّاج مطلع ٢٠١٤م.. وكل هؤلاء وبدون استثناء يتألّمون الآن ومعهم الوطن والشعب من جماعة واحدة وهي جماعة الحوثي التي دمّرت الوطن شعبا وأرضا حرفيّا.

لا أخفيكم أنني تركتُ عملا مهمّا من أجل كتابة هذا المقال وإيصال رسالة مهمة لأصحاب القرار، فكل شيء يصغر ويتلاشى أمام عقيدة اليمنيين ووطنهم الكبير.

تعمدتُ ذكر تلكم الآلام وأنا على يقين بأن هناك من يراها صائبة ومن يراها أخطاء جسيمة، لكن ألا يستحق الوطن أن ننساها خصوصا أن الجميع قد تعرّض لنفس الآلام؟

ثم إن تلك الآلام قد تكون محصورة على حزب أو فئة بعينها في فترة معينة، لكن ما نتعرّض لها اليوم هي آلام للوطن ولكل أفراد الشعب.

دعوني أطرح سؤالا هنا: هل استفدنا شيء من احتفظانا بتلك الآلام ومحاربة بعضنا البعض؟ وخلال عشر سنوات من الانقلاب هل انتصر تكتلا على آخر بفعل التعامل من منطلق تلك الآلام؟ الإجابة لا، ونتحدى أحدا أن يثبت عكس ذلك، وكل ما في الأمر هو أن الحوثي استغل تلك الآلام لإشغال الجميع ولصالح بقائه وتقوية وجوده.

ومن هنا نذكّر القوى السياسيّة برمّتها، أنه عندما كان يختلف أي تكتّل مع آخر، يعمل جاهدا من أجل البحث عن تكتّل ثالث ليقنعه من أجل التحالف والعمل سويا للنضال ضد من اختلف معه، وقد أقيمت تحالفات كثيرة في اليمن لم تكن تخطر ببال أحد من أجل أهداف محصورة، لكن حاليا الخطر قائم على الوطن برمته وليس على تكتّل أو حزب لوحده، فهل هناك مانع أن يسعى الجميع جاهدين وصادقين من أجل تعميد تحالف كبير ونادر لأجل اليمن فقط؟

الوطن اليوم بحاجة لتحالف الجميع، تحالف صادق مبني على الثّقة، وتقدير الوطن، وعدم الارتهان أو اللعب من تحت الطاولة، صحيح أن كل تكتّل له أهداف خاصة يرى أنها الأنجح لخدمة وبناء الوطن، لكن دعونا الآن نتفق على أهداف موحّدة لننقذ الوطن مما هو فيه، ثم ننهض ونتفق من أجل التفاصيل فيما بعد، فهل في هذا خطأ أو تعجيز؟

يا أحزابنا وقوانا السياسية المؤثّرة، تنازلوا واكبروا من أجل الوطن، فالشعب اليوم في أمَسّ الحاجة لتوحيد صفكم واجتماع كلمتكم، فهو يحبّكم حينما تكونوا كبارا وتجعلوا الوطن نصب أعينكم، ولا تخافوا من أن أنصاركم سيعارضونكم بسبب آلامهم، بل والله إنهم قد تحاوزا ذلك وأصبحوا أحرص على جمع الكلمة والتخلّص من الانقلاب والتفرقة، أما الحلفاء فلن يحترمونكم أبدا وأنتم متفرّقين، وسيهابونكم ويحترمونكم ووطنكم عندما تكونوا على قلب رجل واحد من أجل وطنكم الذي يناشدكم منذ عشر سنوات.

الشعب اليوم يدعوكم للانتصار على أسوأ جماعة في تاريخه المعاصر، ويتوسّل إليكم بأن تُدخلوا الفرحة عليه وتكونوا سببا في أن يعانق اليمني أسرته ومنزله ووالديه وأولاده الذين غاب عنهم قسرا بسبب الحوثيين منذ أكثر من عشر سنوات، كما حصل في سوريا؟

بالله عليكم، ألستم أهلا لذلك؟
نراهن على أنكم أهلا لذلك وأكثر، فطباع اليمني طباع خير وقد أشاد بنا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، فلا تُخجِلونا ولا تُخجِلوا رسول الله الذي قال أن اليمن يمان والحكمة يمانية.

زر الذهاب إلى الأعلى