يواجه نحو 200 ألف فلسطيني في منطقة جباليا بقطاع غزة خطر الموت، إما نتيجة قصف الاحتلال والاستهداف المباشر أو الجوع والعطش، في ظل حصار بري مستمر لليوم الثامن على التوالي.
وقال الدفاع المدني الفلسطيني إن “قوات الاحتلال تحاصر جباليا لليوم الثامن على التوالي، والسكان هناك من دون ماء ولا طعام ولا مقومات للحياة”، وأضاف أن “الاحتلال لم يسمح للطواقم الطبية والدفاع المدني بالتزود بالوقود والمستلزمات الطبية، ما يؤثر سلباً على واقع المواطنين المحاصرين”.
وناشد الدفاع المدني المؤسسات الدولية “بالقيام بواجبها الإنساني لحماية المواطنين في جباليا شمالي قطاع غزة”.
ولليوم الثامن على التوالي، يشن الجيش الإسرائيلي هجوماً برياً على شمال قطاع غزة، يتركز في منطقتي بيت حانون وبيت لاهيا ومخيم جباليا، في محاولة لإفراغ تلك المناطق من السكان.
وأفادت قناة “القاهرة الإخبارية” المصرية، الأحد، بأن 94 شاحنة مساعدات عبرت من معبر رفح إلى كرم أبو سالم، لافتةً إلى أن الجانب الإسرائيلي رفض عبور 9 شاحنات محملة بمياه الشرب.
وأضافت القناة أن 8 شاحنات منها، كانت تحمل الوقود والغاز، دخلت من الجانب المصري إلى كرم أبو سالم، بينما سمحت إسرائيل بدخول 3 منها فقط.
وطالب الجيش الإسرائيلي، السبت، الفلسطينيين في شمال قطاع غزة بإخلاء منازلهم قسراً، بهدف توسيع عمليات عسكرية، بدأها في 6 أكتوبر الجاري.
ويقطن في هذه المناطق عشرات الآلاف من الفلسطينيين، إضافة إلى أن الآلاف نزحوا إليها من مخيم جباليا وبلدات جباليا، وبيت لاهيا، وبيت حانون، مع بداية الاجتياح الإسرائيلي لها قبل أسبوع.
وقال مسعفون إن الغارات العسكرية الإسرائيلية على غزة، السبت، أسفرت عن سقوط 29 فلسطينياً على الأقل. وواصل الجيش الإسرائيلي توغله في جباليا بشمال قطاع غزة، حيث تقول وكالات الإغاثة الدولية إن الآلاف من الأشخاص محاصرون.
وقال سكان في جباليا، أكبر مخيمات اللاجئين في القطاع، إن القوات الإسرائيلية قصفت المخيم من الجو والبر.
منع حماس من إعادة ترتيب صفوفها
كانت منظمة “أطباء بلا حدود” قالت، الجمعة، إن الآلاف محاصرون في مخيم جباليا بقطاع غزة وسط قصف للقوات الإسرائيلية، بعد أسبوع من شن هجوم تقول إسرائيل إنه يهدف إلى منع حركة حماس من إعادة ترتيب صفوفها.
وقالت منسقة “أطباء بلا حدود” سارة فولستيك عبر منصة إكس: “لا يُسمح لأحد بالدخول أو الخروج، ومن يحاول يُطلَق عليه النار”. وأوضحت أن خمسة من موظفي المنظمة محاصرون في جباليا.
ونقلت سارة عن حيدر، وهو سائق يعمل مع “أطباء بلا حدود”، قوله: “لا أعرف ماذا أفعل.. قد نموت في أي لحظة.. الناس يتضورون جوعاً.. أخشى البقاء، وأخشى المغادرة أيضاً”.
وقال مسعفون لوكالة “رويترز” إن 61 فلسطينياً على الأقل لقوا حتفهم في شتى أنحاء القطاع، الجمعة، جراء الهجمات الإسرائيلية، سقط ما يقرب نصفهم في جباليا.
وجباليا هي المنطقة الشمالية التي تعد أكبر مخيمات اللاجئين التاريخية في غزة. وزعم الجيش الإسرائيلي أنه أوقع عشرات المسلحين في جباليا.
استهداف مدرسة
وعبّر مسؤولون في الأمم المتحدة عن قلقهم من أن الهجوم الإسرائيلي المستمر وأوامر الإخلاء في شمال غزة، قد تعطل المرحلة الثانية من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال المقرر أن تبدأ الأسبوع المقبل.
وأفاد مسؤولون في مجال الرعاية الصحية بأن عشرات المرافق في غزة تخضع لأوامر إخلاء من الجيش الإسرائيلي، مما يعقد الجهود الإنسانية وسط استمرار الصراع.
ونفذت جماعات الإغاثة مرحلة أولى من التطعيم الشهر الماضي بعد إصابة طفل بشلل جزئي بسبب فيروس شلل الأطفال في أغسطس، في أول حالة تسجل في القطاع منذ 25 عاماً.
