تحركات الزبيدي في جنوب اليمن.. ترويج للانفصال ورسائل للحكومة وأجندة غامضة

توالت ردود فعل اليمنيين ازاء تحركات عيدروس الزبيدي رئيس ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيا وزيارته الأخيرة لمحافظات الضالع ولحج وأبين وشبوة وتحضيره لزيارة محافظة المهرة بلواء عسكري بكامل عتاده من مركبات ومدرعات.
والسبت الماضي بدأ الزبيدي زيارته إلى محافظتي لحج والضالع مسقط رأسه، كما قام يوم الأحد بزيارة محافظة أبين، والثلاثاء في شبوة واليوم الخميس سيكون في المهرة.
وزعم الزبيدي أن زياراته للمحافظات الجنوبية تأتي في إطار حرصه على تلمّس هموم وأوضاع أبناء المحافظات، والوقوف أمام قضاياهم، والاطلاع على احتياجاتهم.
ودخل مدينة الغيضة عاصمة محافظة المهرة، الأربعاء موكب عسكري بعشرات المدرعات والمركبات للواء ما سموه “الحماية الرئاسية الجنوبية”، وفق وسائل الإعلام التابعة للانتقالي، استباقا لزيارة الزبيدي الذي سيصل غدا الخميس.
زيارة الزبيدي هذه والذي يرافقه تلك الموكب من الحشود والعشرات من المركبات والمدرعات، أثارت جدلا واسعا بين أوساط اليمنيين، في الوقت الذي يعاني فيه المواطنون وضع معيشي سيئ بلا كهرباء ولا خدمات ولا رواتب خاصة المناطق الجنوبية المحررة.
وأمس الثلاثاء وصل الزبيدي على متن طائرة اليمنية مطار عتق الدولي، بعد اجباره عشرات المسافرين بالمغادرة من على متن طائرة الخطوط الجوية اليمنية، في مطار عدن الدولي، وتأخير الرحلة لنقل حضرته إلى مطار عتق.
ويرى ناشطون أن زيارة الزبيدي لشبوة والمهرة وبعض المحافظات الجنوبية دعائية لتعزيز نفوذ مليشيا الانتقالي التي تواجه استياء وغضب واسع في مختلف المحافظات الخاضعة لسيطرتها المسلحة، نتيجة تدهور الخدمات والأوضاع المعيشية.
وفي السياق قال المحلل السياسي ياسين التميمي إن “تحركات عضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي الميدانية تجري ضمن الحدود الجغرافية لمحافظات الدولة الجنوبية السابقة، في مؤشر على أن عودته هذه المرة إلى عدن، تهدف إلى ملء المشهد السياسي بفعاليات لا عسكرية”.
وأضاف “لكنها في المحصلة تحضر الأرضية لمزيد من عدم الاستقرار لكونها تخصم من رصيد الدولة اليمنية وتراكم مكاسب المشروع الانفصالي”.
ويرى التميمي أن “هذه التحركات تأتي في ذروة الشعور الإماراتي بخيبة الأمل من فشل تدخلاتها الجيوسياسية في عدد من بلدان المنطقة وتصاعد الامتعاض الدولي، من هذا الدور المقوض للاستقرار”.
الكاتب الصحفي عامر الدميني قال إن عيدروس يطوف المدن اليمنية بصفته رئيسا لدولة أخرى، وبنفس الوقت عضوا في مجلس القيادة الذي يمثل الجمهورية اليمنية.
وأضاف “عاد العليمي وسكن في غرف قصر معاشيق، وكأنه بلا صوت، وليس رئيسا بل ضيفا، في حكم المضيف، بينما يرتفع الحديث وتتسرب المعلومات عن مقاطعة وزراء لرئيس الحكومة، وصراع كبير بين الطرفين”.
وتابع “تخجل من الحديث عن هؤلاء جميعا، وأنهم يمثلون الدولة التي تنتمي إليها، وجميعهم يعكسون ويمثلون حالة من نسخة رديئة ومشوهة لأتعس حكومة ومسؤولين في العالم”.
واستدرك “ينتفض العالم ويفرض العقوبات على الطرف الآخر في اليمن، بينما لدينا حكومة ليست على أي مستوى من المسؤولية، ولا تدرك اللحظة الفارقة”.