الأخبار
أخر الأخبار

تصعيد تايلاندي-كمبودي يسفر عن أول قتيل مدني وتايلاند تفرض حظر تجول

أعلنت الحكومة التايلاندية رسمياً عن سقوط أول ضحية مدنية، اليوم الأحد، في النزاع الحدودي المتصاعد مع كمبوديا، وذلك وسط تجدد للاشتباكات المسلحة بين قوات البلدين على طول الحدود البرية والبحرية المتنازع عليها، وتحديداً في مقاطعة ترات الساحلية جنوب شرق تايلاند.

وقد سقط الضحية، وهو مزارع تايلاندي يبلغ من العمر 45 عاماً، نتيجة تعرضه لإطلاق نار عشوائي خلال تبادل كثيف للقصف المدفعي الذي امتد إلى المناطق المدنية على الجانب التايلاندي.

القتيل المدني، الذي لم يتم الكشف عن هويته الكاملة بعد، كان يعمل في مزرعته القريبة من الشريط الحدودي في منطقة كلونج ياي بمقاطعة ترات عندما انفجرت قذيفة مدفعية يُعتقد أنها أطلقت من الجانب الكمبودي.

أكدت وزارة الدفاع التايلاندية هذا التطور في بيان عاجل، معربة عن أسفها لوقوع ضحايا مدنيين، ومشددة على أن تايلاند ملتزمة بحماية مواطنيها وسيادتها الإقليمية، رغم تأكيدها على البحث عن حل دبلوماسي للنزاع المتصاعد.

وقد جاء هذا الحادث بعد أيام من سلسلة من المناوشات البحرية التي شهدتها مياه الخليج المتنازع عليها، حيث تبادلت الزوارق الحربية التابعة للبلدين إطلاق النار.

وفي إجراء احترازي يعكس خطورة الموقف، أعلنت السلطات التايلاندية حالة حظر التجول في إقليم ترات اعتباراً من فجر اليوم، الأحد 14 ديسمبر 2025، وشمل حظر التجول المناطق الحدودية الأكثر عرضة للامتداد القتالي، إضافة إلى تعليق الحركة التجارية وإغلاق نقاط العبور الحدودية الرئيسية بين البلدين في ترات وبوريرات.

ويهدف هذا الإجراء إلى ضمان سلامة المدنيين، وفسح المجال أمام القوات المسلحة التايلاندية لاتخاذ التدابير الدفاعية اللازمة على طول خط التماس.

من جانبها، سارعت كمبوديا إلى نفي مسؤوليتها عن استهداف المدنيين، متهمة القوات التايلاندية ببدء التصعيد وإطلاق القذائف عشوائياً باتجاه أراضيها، ما اضطرها للرد على مصادر النيران لحماية جنودها ومواطنيها.

وقد دعت الحكومة الكمبودية المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف ما وصفته بـ “العدوان التايلاندي”، والعودة إلى طاولة المفاوضات لتسوية الخلافات الحدودية العالقة، خاصة تلك المتعلقة بأجزاء من محيط معبد برياه فيهيار الأثري، والذي يعد نقطة توتر رئيسية في النزاع.

يُذكر أن المنطقة الحدودية بين البلدين البالغ طولها 800 كيلومتر ظلت مصدر نزاع متقطع منذ عقود، وتجدد التوتر على نحو متكرر بسبب الخلافات حول ترسيم الحدود البرية ومناطق التنقيب عن النفط والغاز في الخليج.

زر الذهاب إلى الأعلى