الأخبار المحلية
أخر الأخبار

تقرير دولي: أسعار الغذاء تزيد بنسبة 205% عن السعر العالمي في مناطق الحوثي

كشفت تقارير دولية حديثة، من بينها تقرير مشترك صادر عن برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة، عن تفاقم غير مسبوق في أزمة الغلاء وانعدام الأمن الغذائي في مناطق سيطرة جماعة الحوثي، حيث تواجه ملايين الأسر مستويات حادة من الجوع، وسط انهيار اقتصادي متسارع وفجوات كارثية في المواد الأساسية.

وبحسب البيانات، فإن أسعار الواردات الغذائية البديلة في تلك المناطق ارتفعت بنسبة 205% مقارنة بالأسعار العالمية، أي ما يعادل 85% فوق الحد الحرج، مع تسجيل نقص حاد في سلع رئيسية مثل الأرز وزيت الطهي، خاصة في محافظات الجوف والمحويت وحجة.

ويُظهر التقرير أن نحو 11 مليون شخص في مناطق الحوثيين مهددون بالانزلاق إلى المرحلة الرابعة من التصنيف المرحلي المتكامل لانعدام الأمن الغذائي (IPC 4)، وهي مرحلة تسبق المجاعة، وتشمل 36% من السكان في تلك المناطق.

ورغم أن أسعار الوقود ارتفعت بنسبة طفيفة (2%) على أساس سنوي، إلا أنها تبقى الأعلى بالدولار مقارنة بمناطق الحكومة، في ظل أزمة سيولة خانقة وتآكل الاحتياطيات الأجنبية، حيث بلغ متوسط سعر الصرف 536 ريالًا للدولار، ما يحد من القدرة الشرائية للأسر رغم استقرار الريال شكليًا.

ورصد التقرير مؤشرات مروعة تعكس عمق الأزمة الإنسانية في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث أظهرت البيانات أن 66% من الأسر تعاني من استهلاك غذائي غير كافٍ، فيما تعيش 40% منها على غذاء سيئ لا يلبي الحد الأدنى من الاحتياجات الصحية. كما أن 81% من هذه الأسر لا تمتلك أي مدخرات، و67% منها تفتقر إلى أصول منتجة يمكن أن تساعدها على الصمود أو تحسين وضعها المعيشي. وفي محاولة لتأمين الحد الأدنى من الغذاء، اضطر 51% من الأسر إلى تقليص استهلاك البالغين لصالح الأطفال، بينما لجأ 22% من النازحين إلى استراتيجيات طارئة مثل التسوّل، في ظل غياب أي دعم أو حماية اجتماعية. هذه الأرقام تعكس واقعًا مأساويًا يتجاوز حدود الفقر، ويضع ملايين اليمنيين في مواجهة مباشرة مع خطر المجاعة والانهيار الكامل للمنظومة المعيشية.

كما أظهرت البيانات أن الأسر التي تعيلها نساء كانت الأكثر تضررًا بنسبة 53%، مقابل 43% للأسر التي يعيلها رجال، ما يعكس هشاشة الوضع الاجتماعي والاقتصادي في ظل غياب أي حماية أو دعم حقيقي.

وحذّرت المنظمات المشاركة من أن استمرار النزاع، أو محدودية المساعدات، أو الصدمات المناخية، قد يدفع بمزيد من السكان نحو المجاعة، مؤكدة أن الوضع في مناطق الحوثيين يُعد من بين الأسوأ عالميًا من حيث مؤشرات الجوع وسوء التغذية.

زر الذهاب إلى الأعلى