ثلاث فعاليات منفصلة لمناسبة واحدة.. “المنطقة العسكرية والحلف والانتقالي” يحيون ذكرى تحرير ساحل حضرموت

أحيت محافظة حضرموت (شرقي اليمن)، الخميس، الذكرى التاسعة لتحرير ساحلها من التنظيمات الإرهابية عبر ثلاث فعاليات منفصلة نظمتها أطراف محلية متعددة، في مشهد يعكس تصاعد الانقسامات بين أبناء ومكونات المحافظة التي وصلت إلى المؤسسات الحكومية بشقيها المدني والعسكري، خصوصاً مع تصعيد المجلس الانتقالي الجنوبي وتحركاته الميدانية في الساحل.
ففي مدينة غيل بن يمين، نظم حلف قبائل حضرموت احتفالاً رسمياً حضره قيادات قبلية وعسكرية، يتقدمهم وكيل أول المحافظة ورئيس الحلف الشيخ عمرو بن حبريش، الذي عبر عن اعتزاز حضرموت بأبنائها الذين واجهوا الإرهاب ودحروا قوى التطرف.
وذكر بن حبريش أن التحرير لم يكن مجرد عملية عسكرية، بل كان خطوة فارقة في تاريخ حضرموت، حيث عبرت عن إرادة شعبية قوية ضد محاولات فرض الهيمنة.
وأشاد بن حبريش بدور قوات النخبة الحضرمية التي كانت رأس الحربة في عملية التحرير، وأكد أن المرحلة المقبلة تتطلب جهودًا مضاعفة عسكرية وسياسية لمواجهة الإرهاب بكل أنواعه والتضحية من أجل الوطن وتحقيق تطلعات أهل حضرموت في الحكم الذاتي وحقهم في الاستقرار واستعادة قرارهم .
من جانبه، أكد الدكتور سعيد عثمان العمودي، وكيل محافظة حضرموت لشؤون مديريات الساحل والهضبة، أن هذه المناسبة تمثل تخليدًا لتضحيات الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداءً لاستعادة الأمن والاستقرار، كما أشار إلى أن حضرموت تمضي بثبات نحو تحقيق تطلعات أهلها في الحكم الذاتي الذي سيكون نموذجًا يحتذى به على مستوى الوطن.
وفي كلمة له، وصف اللواء مبارك العوبثاني، قائد قوات حماية حضرموت، هذه المناسبة بأنها فرصة لتجديد العهد على مواصلة العمل من أجل مستقبل حضرموت، وتعزيز إرادة الصمود لمواجهة كافة التحديات.
وأكد أن غيل بن يمين تمثل رمزية تاريخية في تأسيس القوات الحضرية، حيث شهدت ميلاد قوات النخبة الحضرمية في عام 2015، التي أصبحت السيف والدرع لحضرموت.
في الوقت ذاته، شهدت مدينة المكلا تجمعًا جماهريا نظمه المجلس الانتقالي تحت مسمى “مليونية حضرموت أولاً”، رُفعت خلالها شعارات واعلام الانفصال وطالبوا فيها بنقل المنطقة العسكرية الأولى الى خارج المحافظة.
وفي تناقض على أفعاله في أرض الواقع بتعزيز قواته العسكرية من خارج المحافظة قال الانتقالي في البيان الختامي للوقفة إن “حضرموت يجب أن تُدار من قبل مؤسسات مدنية وعسكرية وأمنية تنطلق من إرادة أبنائها، وتُعطى الفرص لجميع أبنائها بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم السياسية والاجتماعية، بما يضمن تعزيز التماسك الداخلي، وتحقيق الشراكة والكرامة، والعدالة والتنمية المستدامة لحضرموت”.
وأضاف أن حضرموت تمثل العمق الاستراتيجي للجنوب وركيزة أساسية في المشروع الوطني الجنوبي، مشددًا على أن “لا جنوب بلا حضرموت، ولا حضرموت خارج إطار الجنوب”.
واعتبر الانتقالي عملية التحرير في 24 أبريل 2016م أنها لم تكن أمنية فحسب، بل سياسية كذلك، إذ “مثلت رفضًا عمليًا لإعادة إنتاج أدوات نظام الاحتلال الذي جعل من الإرهاب وسيلة لإحكام قبضته على حضرموت”.
وأشاد الانتقالي بالدور البطولي لقوات النخبة الحضرمية، واصفًا إياها بأنها “خط أحمر، وجدت لتبقى، كصمام أمان وأساس راسخ لأمن واستقرار حضرموت”، داعيًا إلى دعمها وتعزيز قدراتها و”إزالة كافة الشعارات والرموز المرتبطة بالنظام السابق، بما يعزز انتماءها الحضرمي الجنوبي”.
وجدد المجلس دعوته إلى “بسط سيطرة قوات النخبة الحضرمية على کامل تراب حضرموت، ونقل قوات المنطقة العسكرية الأولى إلى مناطق المواجهة مع ميليشيات الحوثي، وفقًا لاتفاق ومشاورات الرياض”، مؤكدًا أن حضرموت “يجب أن تُدار من قبل مؤسسات مدنية وعسكرية وأمنية تنطلق من إرادة أبنائها”.
وفي فعالية منفصلة، نظّمت المنطقة العسكرية الثانية عرضًا عسكريًا بميدان “هندسة الأبطال” في المكلا، بحضور قيادات عسكرية وأمنية، وأخرى في المجلس الانتقالي الجنوبي.
وأشاد اللواء الركن طالب سعيد بارجاش بدور التحالف العربي في تحرير ساحل حضرموت، مؤكدًا أهمية الوحدة الوطنية في مواجهة التحديات.
ويعكس تزامن هذه الفعاليات الثلاث حجم التباين بين المكونات الحضرمية، وسط احتدام الصراع على النفوذ بين المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات، والسلطة المحلية الموالية للحكومة الشرعية، ومكونات قبلية ومدنية تدفع باتجاه نموذج حكم خاص.
وكانت مدينة المكلا في محافظة حضرموت قد تحررت في 24 أبريل 2016، بعد عام من سيطرة تنظيم القاعدة عليها، وذلك إثر حملة عسكرية مدعومة من قوات التحالف العربي.