شعارات المقاومة بدماء اليمنيين: كيف حوّل الحوثيون نصرة غزة إلى مجازر داخلية؟

تقرير خاص
تحت لافتة “نصرة غزة”، تحولت ميليشيا الحوثي إلى آلة قتل داخلية، تقصف المدن اليمنية وتدك بيوت المدنيين، تاركة خلفها الخراب والرعب. في حي الحفرة بمدينة رداع، يعيش السكان تحت حصار خانق بين قناصة يترصدونهم من أسطح المباني، وانفجارات تهز الأرض من تحت أقدامهم، في مشهد يذكّر بما يحدث في غزة، إلا أن القتلة هنا يزعمون أنهم “أنصار القضية الفلسطينية”.
البداية الدموية
اندلعت الأزمة حين فرضت الميليشيا حصاراً كاملاً على الحي، متهمةً السكان بـ”التستر” على محمد الصباحي، المتهم بقتل اثنين من عناصرها خلال مطاردته في سوق الحفرة. خلال ساعات، تحوّل الحي إلى سجن مفتوح، أُغلقت منافذه، وانتشرت العناصر المسلحة في الأزقة، فيما تمركز القناصة على الأسطح، جاهزين لإطلاق النار حتى على من يحاول الفرار.
الموت بلا تمييز
الحي تحوّل إلى ساحة حرب تعصف بها الانفجارات من كل اتجاه. شباب الحفرة حاولوا الصمود أمام مدفعية الميليشيا وعناصرها المدججين بالسلاح، فيما تحولت منازل المدنيين إلى خطوط تماس، والمتاجر إلى غنائم تُنهب تحت تهديد السلاح. حتى اللحظة، سقط ثلاثة قتلى من المدنيين، بينهم امرأة مسنّة، إضافة إلى محمد الصباحي، وسط توقعات بارتفاع العدد، إذ تمنع الميليشيا وصول سيارات الإسعاف وتفرض رقابة على نقل الجرحى والضحايا إلى المستشفيات.
الخطاب المزدوج
وفي الوقت الذي تنفذ فيه هذه المجازر، تواصل جماعة الحوثي التباهي إعلامياً بـ”دعمها لغزة”، مستخدمة القضية الفلسطينية كغطاء لجرائمها. الناشط أحمد الجماعي يقول لموقع “الوعل اليمني”: “لو كانوا يؤمنون حقاً بعدالة قضية غزة، لما مارسوا على أبناء وطنهم نفس وحشية الصهاينة.” ويتساءل: “كيف يرفعون شعارات المقاومة وهم يذبحون أبناء جلدتهم بدم بارد؟”
صمت دولي مخزٍ
مصير أهالي رداع، كما غيرها من المدن اليمنية، يبقى رهينة بيد الميليشيا وسط صمت دولي مطبق، وتغافل منظمات حقوق الإنسان. أحداث الحفرة تفضح زيف الشعارات التي ترفعها هذه الجماعة، وتكشف أن من يقتل شعبه باسم “القضية الفلسطينية” لا يختلف عن أي تنظيم إرهابي آخر.