شهد عالم المصارعة الحرة نهاية حقبة رياضية بامتياز، حيث أعلن النجم الأمريكي جون سينا، الذي يُعد أحد أعظم أيقونات هذا المجال على الإطلاق، اليوم الأحد، اعتزاله رسمياً بعد مسيرة مهنية حافلة بالبطولات والإنجازات امتدت لأكثر من عقدين ونصف.
جاء هذا الإعلان المؤثر عقب مشاركته في نزال خسره أمام المصارع النمساوي غونثر (Gunther) في عرض “ليلة السبت – الحدث الرئيسي” (Saturday Night’s Main Event) الذي أُقيم في العاصمة الأمريكية واشنطن، والذي خاض فيه سينا نزاله الأخير على حلبة WWE.
تلقى جون سينا، البالغ من العمر 48 عاماً، هزيمة واضحة ومُحتَرمة أمام غونثر، الذي يُعتبر حالياً من أبرز نجوم الجيل الجديد. وبعد نهاية النزال، سادت حالة من الصمت والترقب في القاعة، حيث وقف سينا في منتصف الحلبة ونظر إلى الجمهور طويلاً، مُشيعاً لحظات تاريخية من مشواره. ثم قام بخلع قميصه الشهير الذي يحمل شعار “Never Give Up” (لا تستسلم أبداً) ووضعه بهدوء على أرض الحلبة، وهي لفتة رمزية فسرها الجمهور والمعلقون فوراً على أنها إشارة واضحة ونهائية لتعليق حذائه وتوديعه للحلبات.
لم يكتف سينا بالإشارة الرمزية، فقد ألقى خطاباً قصيراً ومؤثراً بعد مغادرة غونثر، حيث شكر الجماهير في واشنطن والعالم على دعمهم المتواصل له على مدى السنوات.
وذكر سينا أن “الجسد لم يعد يتحمل ما يتحمله العقل”، مشيراً إلى الضغوط البدنية التي تتطلبها مهنة المصارعة. وقد وثقت كاميرات البث المباشر لقطات مؤثرة للنجم وهو يغادر الحلبة وهو يبكي، بينما هتف له الجمهور قائلاً: “شكراً لك يا سينا”.
يُذكر أن جون سينا، الذي حقق لقب بطل العالم في WWE 16 مرة معادلاً بذلك الرقم القياسي للأسطورة ريك فلير، قد خفف من ظهوره في حلبات المصارعة خلال السنوات الأخيرة للتركيز على مسيرته السينمائية الناجحة في هوليوود، حيث شارك في العديد من الأفلام الضخمة.
ومع ذلك، كان يعود بشكل متقطع لإمتاع الجماهير التي كانت تستقبله بحفاوة بالغة، وقد تميزت مسيرته بشعاراته الإيجابية التي ألهمت ملايين المعجبين حول العالم، وخصوصاً الأطفال. وتُعد هذه النهاية تتويجاً لمشوار رياضي وترفيهي لا يُنسى.
