يساهم تناول الشوكولاتة الداكنة، بشكل دوري منتظم، في خفض الإصابة بمرض السكري، وفق دراسة أميركية طويلة الأمد، نشرتها الدورية الطبية البريطانية.
تقول الدراسة إن تناول خمس حصص من الشوكولاتة الداكنة أسبوعياً يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة تصل إلى 21%.
وتحتوي الشوكولاتة على مركبات طبيعية تُعرف بالفلافانولات، والتي تعزز صحة القلب، وتقلل من مخاطر السكري، ولكن العلاقة بين تناول الشوكولاتة وخطر الإصابة بالسكري ظلت محل جدل بسبب نتائج الدراسات المتباينة.
فوائد الشوكولاتة
ركَّزت معظم الدراسات السابقة على استهلاك الشوكولاتة بشكل عام، دون التفرقة بين الشوكولاتة الداكنة وشوكولاتة الحليب التي تختلف في محتوى الكاكاو والحليب والسكر.
ولاستكشاف هذا الجانب، حلّل الباحثون بيانات ثلاث دراسات أميركية طويلة الأمد، شملت 192 ألف مشارك لم يكونوا مصابين بالسكري، وأمراض القلب والسرطان عند انضمامهم للدراسة.
اعتمد الباحثون على استبيانات غذائية دورية لتحليل العلاقة بين تناول الشوكولاتة وخطر السكري.
وخلال فترة متابعة، استمرت 25 عاماً، أُصيب أكثر من 18 ألف مشارك بالسكري من النوع الثاني. وأظهرت النتائج أن تناول خمس حصص أسبوعية من أي نوع من الشوكولاتة يقلل خطر الإصابة بالسكري بنسبة 10%.
الشوكولاتة ومرض السكري
تشير التوقعات إلى أن عدد المصابين بمرض السكري من النوع الثاني سيصل إلى 700 مليون شخص بحلول عام 2045.
وعند تحليل الأنواع المختلفة من الشوكولاتة، وجد الباحثون أن تناول خمس حصص أسبوعية من الشوكولاتة الداكنة يقلل خطر الإصابة بالسكري بنسبة 21%، بينما لم يظهر أي ارتباط بين استهلاك شوكولاتة الحليب وخطر السكري.
كما لوحظ أن كل حصة إضافية أسبوعية من الشوكولاتة الداكنة تقلل الخطر بنسبة 3% إضافية، في حين أن استهلاك شوكولاتة الحليب ارتبط بزيادة الوزن على المدى الطويل.
رغم أن الشوكولاتة الداكنة تحتوي على مستويات مشابهة من الطاقة والدهون المشبعة لشوكولاتة الحليب، إلا أن الباحثين أوضحوا أن ارتفاع نسبة الفلافانولات في الشوكولاتة الداكنة قد يعوّض تأثير الدهون والسكر، مما يقلل من خطر الأمراض الأيضية مثل السكري.
وخلص الباحثون إلى أن تناول الشوكولاتة الداكنة، وليس شوكولاتة الحليب، يرتبط بانخفاض خطر السكري، ودعوا إلى إجراء تجارب عشوائية محكمة لتأكيد النتائج، ودراسة الآليات الكامنة وراءها.
ورغم أن الدراسة تشير إلى فوائد محتملة لتناول الشوكولاتة الداكنة بانتظام، ولكنها تدعو إلى الحذر في تفسير النتائج نظراً للطبيعة الرصدية لها.