ظهور علني للحوثيين في كربلاء يثير جدلا واسعا ويكشف اتساع النفوذ الإيراني
شهدت مدينة كربلاء العراقية ظهوراً علنياً لميليشيا الحوثي خلال فعاليات إحياء أربعينية الإمام الحسين، حيث أقامت الجماعة منصات وأجنحة تحمل شعاراتها وصور قتلاها إلى جانب قيادات من الحرس الثوري الإيراني، كما وزعت وجبات غذائية وكتباً وملازم لمؤسسها حسين بدر الدين الحوثي، وبثت تسجيلات لزعيمها عبد الملك الحوثي.
الصحفي العراقي عثمان المختار أكد أن السلطات العراقية منحت الحوثيين تصريحاً لإقامة هذه الأنشطة، رغم عدم إعلان ذلك رسمياً، معتبراً الأمر دليلاً على انفتاح غير مسبوق أمام أذرع طهران الإقليمية. الباحث لقاء مكي أشار إلى أن إقامة فعاليات للحوثيين والمعارضة البحرينية في أسبوع واحد يثير تساؤلات حول قدرة حكومة محمد شياع السوداني على تحييد العراق عن صراعات المنطقة.
المشهد أثار موجة غضب في اليمن، حيث اعتبر وزير الإعلام معمر الإرياني أن ظهور الحوثيين في كربلاء يمثل “رسالة صارخة تكشف انغماسهم الكامل في المشروع الإيراني حتى النخاع، وانسلاخهم عن اليمن أرضاً وهويةً لصالح أجندة دخيلة”. الإعلامي محمد الضبياني وصف كربلاء بأنها “منصة تخريبية” تمنح الحوثيين مساحة لنشر أفكارهم، معتبراً ذلك مشاركة مباشرة في تمويل الإرهاب.
يرى مراقبون أن هذا الحضور يعكس اتساع النفوذ الإيراني في كربلاء، التي باتت مركزاً لترويج خطاب طهران الإقليمي، خاصة مع تقلص نفوذها في سوريا ولبنان، وصعوبة الوصول المباشر إلى اليمن. ويُنظر إلى هذه الفعاليات كجزء من استراتيجية إيرانية لإعادة تموضع أذرعها في المنطقة عبر العراق، مستغلة المناسبات الدينية الكبرى لتوسيع التأثير السياسي والثقافي.
